هل يجعل التعليم المنزلي الطفل مميزا؟

 

 


التعليم المنزلي هو وسيلة تلجأ إليها الأهالي لتعليم أبنائهم بعيدا عن المدارس، ويتولى مهمة تعليمهم أحد الابوين او مدرس خصوصي، لقناعتهم بأن التعليم في المدارس يقتل حسهم الإبداعي ولا يهتم بتطوير مواهبهم ويهمل المهارات ويضع كل التلاميذ بنفس القالب، وعلى الجانب يرفض بعض الآباء التعليم المنزلي، حتى أن هناك بعض الدول لا تعترف بيه، وما بين مؤيد ومعارض سنعرف أي الطرفين أصح.

 

دوافع الاباء لتعليم ابنائهم في المنزل

في الحقيقة تعددت الأسباب وراء اختيار الأهالي للتعليم المنزلي من ضمنها انه يخشون على أولادهم من التقاط الأسلوب السيئ من أقرانهم، وخوفهم من ظاهرة التنمر المنتشرة بكثره بين الأطفال مما يسبب مشاكل نفسية للطفل ويقتل ثقته بنفسه.

كما ان الاعداد المهولة بالمدارس والتي يقابلها قلة وعجز في أعداد المدرسين من ضمن الأسباب التي يعاني منها الوطن العربي بأكمله وليست مصر بالتحديد، ومع الأعداد المهولة يصعب على المعلم أن يتابع كل طالب ويتعامل مع عقليته ويعمل على تعلية مهاراته فبذلك يفقد الطفل الكثير من حقوقه في المدارس.

وهناك تفكير آخر لبعض الآباء انهم يرغبون في التحكم في المحتوى الأكاديمي الذي يقدم للطفل في بإمكانهم تعليم الأطفال التعاليم الدينية والأخلاقية فقط او تعليم الطفل ما يتناسب مع قدراته ومواهبه.

التعليم الفردي دائما ما يثبت نفسه لأنه يتيح الطفل أن يقضي وقت اطول في الأنشطة الإبداعية، بعيدا عن التعليم الأكاديمي البحت.

وهناك ظروف أخرى تجبر الأهالي على التعامل مع التعليم المنزلي بشكل منفصل، مثلما ظهرت جائحة كورونا واضطرت الدولة أن تتعامل مع الوضع حرصا منهم على سلامة الطلاب، فانفصل الطلاب عن المدارس وتعلموا عن طريق الأونلاين.

 

كيف ابدأ التعليم المنزلي؟

 لا يوجد أسلوب واحد وطريقة واحدة متبعه، لأنها تختلف حسب عقلية الطفل وظروف والديه ودراستهم وشؤونهم المالية وطريقتهم في التربية.

ويجب على الأسرة أن تجرب أكثر من أسلوب إلى أن تستقر على الطريقة التي تتناسب مع طفلهم.

وهناك أساليب مستخدمة في التعليم مثل أسلوب المنتسوري ونظرية الذكاءات المتعددة وأسلوب تشارلوت ميسون والتعليم عن بعض وأسلوب الوحدات الدراسية وتدريس مناهج المدارس الخاصة.

قسمنا الأساليب المتبعة في التعليم المنزلي الي عده اقسام، هناك التعليم المنظم بدرجة عالية ويقابله تعليم عفوي غير منظم لتتعرف على الأسلوب الملائم لطفلك.



تعليم منظم بدرجة عالية

هو تعليم يشبه إلى حد كبير للمدارس فهو يعتمد على المناهج الدراسية والكتب المعتمدة في المدارس ويقوم بتسجيل درجات الامتحانات والتسليمات والمشاريع ولكنه يتفوق على المدارس لأنه يتعامل مع الطالب فرديا ولا يتعرض الطالب لأي من الضغوطات في إتمام المنهج أو في كثرة التسليمات وهناك منهجين للتعليم المنظم التعليم التقليدي والكلاسيكي.

 

بالنسبة للتعليم التقليدي

وهو يشبه المدرسة ولكن في البيت ويتبع الأبناء نفس طرق التعليم في المدارس والخضوع للامتحانات، لذا فان هذا الاسلوب يلقى إعجاب الحكومات في الدول المؤيدة للتعليم المنزلي.

التعليم الكلاسيكي

النهج الكلاسيكي لديه هدف وهو تعليم الأطفال على التفكير بأنفسهم، باستخدام نموذج

” Trivium” هذه الفلسفة في التعليم تركز علي اللغة وتركز علي الادب وقد تبنت الكثير من الأسر هذه الفلسفة في تعليم أبنائها.

 ينتقل الأطفال إلى ثلاث مراحل رئيسية للتعلم:

التعلم الأساسي الصلب: بمعنى انه يعتمد على الحفظ والتكرار خصوصا في السنوات الدراسية الأولى للطفل ويكون الطفل لديه معرفه اساسيات اللغة والرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية.

والتعلم النقدي: يعتمد على كلمة "لماذا" ويسمح للطفل في هذه المرحلة بالتفكير التحليلي وليس مجرد معلومات.

والتعلم البلاغي البياني: تكون هذه المرحلة للتعليم الثانوي ونقوم بدمج الطريقتين معا ليكون الشاب قادرا على إبداء رأيه بصورة موضوعية.

 


التعليم المنزلي باستخدام الوحدات

 الدراسة بالوحدات عبارة عن تخصيص موضوع واحد لمده زمنيه ودراسته بمختلف الطرق، وليكن موضوع الدراسة عن الحضارة المصرية القديمة، فيتم دراسة الموضوع عن طريق القراءة لتوصيل أكبر كم من المعلومات ودراستها بالعلوم وكذلك بالرياضيات والفلك لنفس الموضوع والهدف هو السماح للأطفال بالتعمق في موضوع واحد.

تشارلت ميسون

تعود هذه الفلسفة لمؤلفة ومحاضرة بريطانية في أواخر القرن التاسع عشر، ركزت تشارلوت ميسون بشدة على استخدام الأدبيات ذات أصالة وقيمة عالية، حيث إنها تعتقد أن التعليم يجب أن يشمل شخصية الطفل ككل، وليس العقل فقط.  حيث كان شعار ميسون "التعليم هو بيئة، وسلوك وحياة."

الدروف

صاحب هذه الفلسفة هو رودولف شتاينر، الذي اعتقد أن نمو الطفل يمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل كل مرحلة سبع سنوات وفي اعتقاده الآتي:

1)    مرحلة الطفولة المبكرة تعتمد على اللعب والتعلم الحركي العملي.

2)    التعليم الابتدائي هو الوقت المناسب لتقديم التعليم الأكاديمي وزيادة خيالهم الإبداعي.

3) التعليم الثانوي يجب أن يركز على التفكير المنطقي والنقدي وخدمة المجتمع.

 


منتسوري

سميت بهذا الاسم نسبة إلى ماريا منتسوري وهي طبيبة ومربيه إيطالية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

فلسفة منتسوري انها تعامل كل طفل كفرد فريد. مما يؤدي بالطفل إلى تقدير المعرفة والبحث عنها بأنفسهم.

تم تطوير أسلوب منتسوري واستخدامه في المدارس إلا أن العديد من الأباء اتخذ هذه الفلسفة في الدراسة منزليا.

يمكنك تحويل أي مكان في بيتك إلى مكان للتعليم. تجول في بيتك وانظر إلى الغرف من منظور الطفل، هل هناك أماكن يمكنك فيها عرض الكتب أو عناصر من الطبيعة أو الألعاب التعليمية بحيث تكون في متناول يد الأطفال؟ هل تتوفر مواد للتعلم مثل المواد الفنية والمعدات الرياضية وملابس اللعب التمثيلية؟ إن وجود أي شيء يدعو طفلك إلى محاولة التعليم بطريقة عملية سيحقق مبادئ فلسفة منتسوري التعليمية.

 ونظرًا لأن المنتسوري فلسفة أكثر من كونها منهجاً محددًا، يمكن لأي أسرة معلمة منزلياً أن تنشئ منهجها في التعليم المنزلي الذي يعتمد على المنتسوري.


ويبقى السؤال ما هو أحسن اسلوب لاتبعه مع اطفالي؟

الإجابة لا توجد فلسفة صحيحه واخري خاطئة كل هذه الطرق صحيحه ولاكن اختيارك يكون علي حسب عقليه طفلك.

 

النقد للتعليم المنزلي

يرفض بعض الآباء التعليم المنزلي ووجهه نظرهم أنه على الرغم من السلبيات في التعليم المنزلي إلا أنه يتيح للطفل الانخراط مع أقرانه ويعزز من مهارات التواصل الاجتماعي وفي اعتقادهم أن التعليم المنزلي يصيب الطفل بالتوحد وعدم القدرة على التواصل، على الرغم من ان الابحاث اظهرت ان الاطفال الذين يتلقوا تعليمهم منزليا حققوا نجاحا أكاديميا وحصلوا على قبول من جامعات مميزة.

 

الوضع القانوني للمتعلمين منزليا

هناك بعض الدول لا تعترف بالتعليم المنزلي كالسويد وألمانيا وهناك دول تعترف وتشجع على التعليم المنزلي كأمريكا واستراليا وكندا وبريطانيا.

 

في رأيك هل التعليم المنزلي يغني عن المدارس ام انها فلسفات مجردة؟

Post a Comment

أحدث أقدم