فيروز |
مشهد ١
نهار
خارجي أعلى جبل المحبين
البداية..
كانت فجر الجمعة في ذات الشهر المملؤ بالحنين ذاته، وكعادة كل عام، تصحو بداخلها
الذكريات، والتي نفض عنها الغبار، ذلك الداعم الوفي، الذي لا يكل ولا يمل من
التشجيع المستمر.
الخلفية
الموسيقية.. كما تكتب هي الآن وتستمع إلى زقزقات الطيور بشرفة منزلها والمنازل
المجاورة، وكأنهم استمعوا لأثير الحنين للكتابة والنغم، وبدأوا في التلحين.
الصورة
المجسدة، تلك التي اختارها بعناية هذا الوفي، لتعبر وبكل صدق عن هذة الفتاة
المتأرجحة ما بين قوة وضعف، حنين وأنين، امل ويأس.
تخرج
تلك الزهرة الخضراء من بين الصخور، كما يخرج حنينها بالشتاء من بين الاضلع، ليملأ
الأجواء الدفيء المرجو، فتزهر الأكوان من حولها، كما تزهر النبتة الخضراء في حضن
الجبل البعيد.
الجبل
البعيد.. كان ذلك بيت القصيد، الجبل بشموخه وعلوه وارتفاعه العصي على التطويع
والذوبان، يشبه في صفاته وملامحه دوماً، ذاك الغريب التي طالما بحثت عنه الفتاة،
تجده أحياناً في الواقع متجسدا بتصرفات المقربين، وتشهد قسوته أحياناً أخرى في
ملامهم وتقلباتهم.
وما
بين الصورة المجسدة، والواقع المعاش، وإصرار الداعم الوفي على استكمال الفتاة
لمسيرتها، تبتسم هي ابتسامة فرح وصدق، وتتهيأ لكتابة تلك الكلمات، بعد سبات دام
لنحو بضعة أشهر، وهي تسمع القيثارة تميمة حظها تشدو يا جبل البعيد خلفك
حبايبنا"، دوماً الأحباب فعلا يسكنون خلف الجبال الشاهقة، تبعدنا عنهم
المسافات، ولكن الشعور بالمحبة والرغبة في القرب تزداد.
وما أن
وصلت لمقطع "دبلوا الزهور بين الشجرات وفي طيرين.. عم يسألوا الأصحاب راحوا لوين؟!"
لتنتفض
وتثبت بخاطرتها، أن الأصدقاء مازالوا هنا، مقربين وداعمين، وباعثين للأمل ومجددين
لطاقة الروح، وتعدكم بأنها لن تكون هزيلة أو ضعيفة، وستستمر مكافحتها من أجل
الحياة.
دمتم ودامت محبتكم ودعمكم اللامتناهي