لماذا وصلنا لهذه الدرجة من الانحطاط والتخلف!




 أشعر وكأن عقلي متحجر يعجز عن التفكير وتصديق ما يحدث عندما نسمع بطفلة تبلغ من العمر ١٧ عام نعم طفلة لا يمكن أن نصفها بغير ذلك يدفعها منحط من المنحطين الكثر في هذا المجتمع الذي أصبح كومة من الجهلة وغير المثقفين للانتحار بسبب رغباته الغير مبررة.


وكيف لطفل بأن يفكر في هذا كيف لطفل لم يتم الثمانية عشر عاما أن يفكر بهذا لماذا وصلنا لهذه الدرجة من الجهل والتخلف والمجتمعات الأخرى تسابق الزمن للتطور والرقى ونحن نسابق الزمن فى التخلف والجهل. كيف لطفل لم يتم الثمانية عشر عاما أن يبتز فتاة في السابعة عشر من عمرها بصور وفيديوهات مفبركة لأنها رفضت أن تفعل ما يريد فدفعها ذلك للانتحار.


على من ألقى اللوم لفقد هذه الروح على عدم دعم الأهل والوقوف بجانب الفتاة في أصعب اللحظات التي ستمر عليها في حياتها وإعطائها الثقة في نفسها والرغبة في أخذ حقها من هذا المنحط أم على الولد الذي لم يتم الثامنة عشر من عمره الذي تخلى عن الإنسانية وعن العادات والتقاليد والأعراف، وفعل شيء قبيح يندى له الجبين من فظاعته.


أم على الناس التي لا تكف عن الكلام وعن تكثير الإشاعات ودعم الولد في كل أفعاله حتى وإن كانت ستنهي حياة الآخرين، أم على البنت التي استسلمت للأمر الواقع وتخلت عن حياتها بسبب حديث هذا وذاك عنها وهي لم تتحمل ذلك.


 لماذا وصل مجتمعنا لهذه الدرجة؟ أنا لا ألقي اللوم إلا على الإنترنت وما فعلة في أبناءنا لقد بدلهم وجعلهم لا يرون أمامهم سواه بكل ما فيه من دني وقذارة.


مشكلة الإنترنت أنه متاح لكل الأعمار بكل ما فيه من فجر، أصبح الولد الصغير يصل إلى كل ما يريد بأقل الإمكانيات ويطلع على كل ما هو محرم، أين الرقابة لماذا لا يجعلون الإنترنت للبحث العلمي وللثقافة والتعلم والبحث عن كل ما هو مفيد فقط لماذا وجعلوا الأطفال تصل لهذه الدرجة من الانحطاط وهم في مرحة التعلم وتطوير الذات والارتقاء بالمجتمع وليس النزول بيه للأسفل.


ما الى يجعل طفل يتطرق تفكيره بأن يبتز فتاة بصور عارية مفبركة ما هذا التفكير المتدني الذي وصلنا له ولماذا، ما الي خيل له في ذلك الوقت وهو ينشر الصور لفتاة بريئة على السوشيال ميديا.


نحن نحتاج لتطهير العقول من جديد نحتاج لنشر ديننا من جديد نحتاج لرقابة على الإنترنت وتحرم كل ما يفسد الأطفال والشباب، خاصة وأنها ليست هذه الحكاية الأولى التي نسمعها عن الابتزاز الالكتروني، ولن تكون الأخيرة ما لم يتغير شيء ما لم توجد رقابة.


يحتاج مجتمعنا للتطهير من هؤلاء الذين لا يعرفون معنى تلويث سنعة فتاة بريئة لم تفعل شيء، يحتاج مجتمعنا أن يدرك أننا لا نعيش في هذه الحياة سوى بستر الله وإن رفع هذا الستر لن ينظر أحد للآخر، لماذا يتحدث الناس في شيء هم لا يعرفوه ولم ينظروا قبلها لأنفسهم.


الفتاة راحت ضحية شباب منحط قذر – اعذروني فهذا أقل وصف يمكن أن أصفه به -  فهو لا يعرف معنى لدينه ولو عرف ذلك لما فعل هذا، ومجتمع لا يرحم يتحدث عن ما لا يعرف، وتكنولوجيا جعلت الأطفال وحوش، وأهل لم يدعموا ابنتهم في أهم أوقاتها في الأوقات الصعبة.

أحدث أقدم