كتبت - بسمة أبو السعود
لم يكن الفن يوما ناشرا للفساد دائما ما يكون الفن هو الرسالة وهو مرآة
الشعوب للخارج وعلى مر العصور والأزمنة صنعت السنيما والتليفزيون العديد من
الأعمال التي إما أن لاقت إعجاب وإشادة وتهليل من الجمهور والنقاد إما أن لاقت
هجوم وأستنفار وأستنكار وأختلف عليه الجمهور والنقاد ،فمن الناس من يقول أن الفن
مرآة الشعوب أو بمعنى أدق مرآة للواقع ومنهم من يقول أن الواقع هو مرآة الفن بمنعى.
أن الفن يجسد ما يحدث في الواقع من مساوئ ومشاكل سواء كان بعرض حل لتلك
المشاكل كفيلم "أريد حلا أو فيلم كلمة شرف " أو فقط بغرض عرض المشكلة
،ومنهم من يقول أن الواقع هو الذي يأخذ من الفن ويتطبع على حسب ما يُعرض له وحتى
يومنا هذا لم يُحسم هذا الجدال، لذلك هيا لنستعرض بعض الحقب الزمنية ونرى التشابة بين الفن والواقع.
ففي النصف الأول من القرن العشرين تجد التشابه بين الفن والواقع قوي إلى درجة
كبيرة حيث موضة الملابس نفسها سواء للرجال أو النساء حتى التعاملات الإجتماعية
فالعلاقة بين الجيران واحدة تجد أن من كانوا يعيشون في تلك الحقبة يشهدون على
العلاقات القوية والود بين الجيران وأيضا التعاملات بين الرجل والمرأة واحدة فكانت
معاملة المرأة للرجل راقية فلم يكن هناك تلك المشاكل التي نسمع بها الآن وهذا ما
كان يُعرض ف الأعمال الفنية فلم يكن الطلاق شئ سهل في تلك الفترة وهذا أيضا كان ما
يؤيده الفن.
ثم نتقدم للنصف الثاني من القرن العشرين لنجد الإنفتاح القوي في كل شئ في
المجتمع فتجد الملابس الأكثر جرأة فملابس النساء أكثر قُصرا والألوان أكثر جرأة
كذلك الرجال وكذلك قصات الشعر والمكياج وكذلك أيضا العلاقات ويبدأ من هنا تمرد
الرجل والمرأة على بعضهم كما صورته الأفلام في ذلك الوقت.
ثم إلى زمننا الحالي في القرن الواحد والعشرين لنجد الإختلافات الكبيرة
والتفاوت الكبير بين داخل الفن نفسه فمن الأعمال ما ينجح نجاحا كبيرا لأنه الأقرب
للمشاهد ومنهم من ينجح لأنه خيال المشاهد ومنهم من يلاقي الإنتقاد لأنه لا يمس
للواقع بصلة ومنهم ما يُتهم بأنه يحرض على إنعدام الأخلاق وما يحرض على الجريمة
وذلك ما أدى إلى الإنقسام في الأراء هناك أراء تقول أن الفن يعرض المشكلات ويحاكي
الواقع وأراء تقول أن الواقع هو يتأثر بما يقدمه الفن
ما هو الرأي الأدق أو الأصح هو ما نتسائل عنه وهو ما يكمن فيه الإختلاف
برأيك عزيزي القارئ الواقع مرآة الفن أم الفن هو مرآة الواقع ؟