الطفل العنيد
الاطفال نعمة كبيرة ورزق من الله فالله جعلهم زينة الحياة الدنيا،
فواجبنا لشكر الله هو تربيتهم التربية الصحيحة والاهتمام بتعليمهم شؤون دينهم
وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
والله خلق كل شخص منا مختلف عن الاخر، فالأطفال ليسوا سواء فمنهم
الطفل الشقي والطفل الخجول والطفل الضعيف والطفل العنيد ولكن في هذا الموضوع سوف
نتحدث عن الطفل العنيد وطرق التعامل معه.
تعريف العناد عند الأطفال
يعد العناد ظاهرة منتشرة جدا بين الاطفال حيث يتمثل العناد في الرفض
الشديد لكل الاوامر وعدم الاصغاء لكلام الوالدين واطاعتهم، ويكون الطفل مصر على
رأيه مع علمه بأنه خطأ.
حسنا وهل العناد له سن معين؟ نعم فالعناد يبدأ في الثانية والنصف من
عمره على عكس السنين الاولي التي تمر بهدوء وسلام وقد يزداد العناد حتى سن الثالثة
والرابعة، ولكن إذا أحسن الوالدين التعامل معه قد يتلاشى العناد لدي الطفل حتي سن
الخامسة او السادسة مثلا.
الطفل العنيد
أنواع العناد عند الأطفال
· العناد الفطري: وهو ذلك العناد الذي يولد به
الطفل فمنذ لحظة ولادته وهو يبدأ بالصراخ وعدم النوم وهذا النوع يرجع الي الوراثة.
· العناد المكتسب: وهو الذي يولد نتيجة تعرض الطفل
لمعاملة ما او مشاهدة احد يتصرف بهذا السلوك، او نتيجة التدليل الزائد الذي قد
يؤدي الي العديد من المشاكل ويزيد من درجة عناده.
أسباب عناد الطفل
العناد يبدأ عند الطفل وهو في سنوات عمره الاولي فمثلما ذكرنا قد يكون
العناد قائم علي الوراثة او قد يكون جزء من تكوين شخصية الطفل فعلي الاباء وضع
حدود لعناد الطفل في السنوات الاولي لان ذلك سيخفف لديه العناد كثيرا ويجعله يتحكم
في عناده.
هل للعناد جانب ايجابي!؟؟
تعددت اقاويل المختصون في هذا الموضوع فقد ذكروا ان الطفل الذي يتمتع بالعناد
قد يكون نعمة كبيرة من الله علي عكس الطفل الذي يصغي لكل الاوامر فقد يكون ذلك
خطرا كبيرا عليه في مستقبله فمشكلة الآباء والأمهات هو عدم المعرفة الكافية
بالمرحلة التي يمر بها الطفل.
فالطفل الذي لا يسمع الكلام والذي يعاند هذا هو الذي يتمتع بشخصية
قوية فإذا تم ترويض الطفل بكل أنواع العقاب لكي يتخلى عن عناده فذلك يشبه بالقنبلة
المؤقتة التي قد تنفجر في اي لحظة فإما ان ينحرف تحت اي فكر او ان يتجه الي صحبة
اشخاص سيئين، لأنه سيكون قابل للانقياد وافكاره غير متزنة.
فالطفل الذي يسمع ويطيع اي شخص في مرحلة الطفولة هو الذي سيسمع ويطيع
اي شخص يقول له فيما بعد هيا نذهب إلى هنا، هيا نتعاطى مخدر، هيا نلتحق بهذه
الجماعة، فالمشكلة فينا نحن الذي ننظر إلى الطفل الذي يسمع لكل اوامرنا والذي يقول
نعم علي كل شيء يطلب منه بانه رائع وانه علي صواب.
علي عكس ان الصورة الذهنية الايجابية التي تمتثل في قول الطفل لا،
فليقول لا ما الخطأ في ذلك! ما الخطأ في انه عبر عن مشاعره واخرج ما بداخله بكلمة
لا فلنجعله يأخذ حريته ويعبر عما يشعر به ولكن ان لا يخرج عن الحد، فطفلك عند قوله
لا قد يبدأ في معرفة شخصيته ودوافع القوة لديه.
التعامل مع الطفل العنيد
طرق التعامل مع الطفل العنيد
1.
يجب على
الوالدين توطيد العلاقة بينهم وبين أطفالهم، فكلما زاد حب الطفل لك زادت لديه
استجابته لمطالبك.
2.
ترك
مساحة للطفل لكي يتذمر ويقول لا. ويعبر عن رأيه في موضوع ما فبعد الانتهاء من كل
ما يفعله نشرح له إذا كان تصرف بشكل غير لائق ويقول له انه متفهم لكل ما يقوله وان
تجعله يشعر باهتمامك به.
3.
القدوة
فالطفل يقتدي بمن هم أقرب اليه فلا تكون انت تتصرف بعناد وتطلب من طفلك ان لا
يتصرف بهذا السلوك.
4.
الثبات
على الرأي فعلا يشد الوالدين مرة ومرة اخري يتساهلان لا بل يجب ان يظلوا على الرأي
الذي وجهوه للطفل في اول مرة.
5.
تجاهل
سلوك التمرد والعصيان حتى يهدأ الطفل وعدم الاصرار على الامتثال للأوامر الا بعد أن
يهدأ.
6.
استخدام
أسلوب الخيارات مع الطفل، فبدلا من امره بالذهاب إلى السرير ممكن مثلا ان تقول له
ما رأيك تذهب للنوم أم تريد أن اقرأ لك قصة.
وفي الختام على الاباء مراجعة علاقتهم مع اطفالهم فالله خلق كل طفل
مختلف عن الآخر فعلي الابوان الصبر على تربية اطفالهم، فيجب علينا ان نحاسب أنفسنا
وان نستشعر النعمة التي انعم الله بها علينا ونحسن تربية ابنائنا وان نراجع
ايماننا فالأيمان هو الذي يجعلنا ذو رحمة ولين مع أطفالنا.
ولتتذكر ان الطفل مثل العجينة إذا احسنت تشكيلها فقد صلح وتكون اخرجت
طفل صالح للمجتمع ولنعرف ان الطفل العنيد ليس سيء بل نحن من نحتاج فهم وحب اطفالنا
أكثر.