دائما ما نصرف العملات التي تحتويها جيوبنا ومحافظنا، دون أن نهتم على الإطلاق بما هو موجود عليها من آثار وعلامات تاريخية هامة في تاريخ مصر القديم والحديث، وفي هذه المرة سوف نتحدث عن عملة الخمسة وعشرين قرشا الورقية، لنتعرف ما عليها من رسوم على وجهها الأمامي والخلفي.
 |
| مسجد السيدة عائشة |
مسجد السيدة عائشة على الوجه الأمامي
عندما تنظر في البداية إلى عملة الخمسة وعشرين قرشًا الورقية، تجد أمامك مسجد السيدة عائشة والذي يعتبر من الآثار الإسلامية الشهيرة في محافظة القاهرة وبالتحديد في حي الخليفة، أما الشارع الذي يقع فيه المسجد فيحمل نفس الاسم، وهو شارع السيدة عائشة.
من هي السيدة عائشة؟
المقصود بالسيدة عائشة هنا هي ليست زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، لكنها السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبى طالب.
تشييد المسجد
من المتعارف عليه أن السيدة عائشة جاءت إلى مصر لتعيش فيها، وتوفيت فيها أيضًا، وتم دفنها في موقع المسجد، حيث تم تشييد ضريح صغير لها، يتميز بقبة صغيرة، وعندما جاء الفاطميون لحكم مصر اهتموا كثيرا بضريحها وقاموا بإنشاء مدارس لتحفيظ القرآن بجانبه، وفي عهد الأيوبيين جاء صلاح الدين الأيوبي، وقام بعمل سور يفصل بين القبة وبين باقي المدافن الأخرى، وبداخل هذا السور باب، الذي يطلق عليه باب القرافة.
إعادة بناء المسجد
تم إعادة بناء مسجد السيدة عائشة، وذلك على يد عبد الرحمن كتخدا، وكان ذلك عام ١٧٦٢م.
عمارة المسجد
يتكون المسجد من الداخل من بناء مربع الشكل في وسطه الصحن، الذي تحيط به أروقة المسجد، ومن الملفت للنظر أن المحراب لا يقع في وسط جدار القبلة، بل إن موقعه كان على الجانب الجنوبي الشرقي، وقد تم العثور على مثل هذا التصميم في البناء في العصر السلجوقي.
 |
| نسر صلاح الدين الايوبي |
نسر صلاح الدين
أما على الوجه الثاني لعملة الخمسين قرشا الورقية فيزينه في المنتصف نسر صلاح الدين الأيوبي، والذي كان يستخدم في عصر الدولة الأيوبية، وتم إعادة استخدامه مرة أخرى بعد ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام ١٩٥٢، وتم تطويره ليوضع بداخله علم مصر.
سنابل القمح الذهبية
تحيط النسر الأيوبي من جانبيه الأيمن والأيسر سنابل القمح الذهبية، حيث كانت مصر في الماضي هي سلة الغلال بالنسبة للعالم أجمع، كما أنه بجانب السنابل الذهبية يوجد أيضا القطن المصري الشهير بطويل التيلة والذي يطلق عليه الذهب الأبيض أيضًا، بالإضافة إلى ذلك أيضا هناك الذرة الذهبية، كل تلك المحاصيل الهامة والتي تدل على أن مصر هي مصدر الخير والرخاء للعالم على مر عصورها.
إرسال تعليق