فكري حتى في المطبخ
نولد في هذه الدنيا متساويين الحظوظ، سواء كنا ذكورا أو إناثا، حارب الإنسان التفريق بين الجنسين، و ربط ذلك بالجهل و الجاهلية، و حث على العلم والتعلم فقيمة الإنسان بما يعلمه، و احترام الناس له مما يجود به، ليعلو و يصبح صاحب مشورة، فالجاهل يسهل استغباؤه، خداعه و استغلاله.
بعبارة المرأة مكانها المطبخ التي تطلق تهكما وتعليقا على بعض الاجابات و الارتجالات النسوية في مجالات تصنف اصطلاحا رجولية، هي ليست مجرد عبارة عفوية نابعة من فراغ، بل هي نهج برمته ضارب في عمق الأمة، نهج يعرف جيدا أن المرأة لو تحررت من قيود الجهل و قدست جسدها و عقلها لن يسهل اذلالها، اخضاعها و رضوخها الأمر الواقع.
- مقومات منهج "المرأة مكانها المطبخ"
- التربية التقليدية:( مجتمع ذكوري)
أين تكون الأم ذات مرجعية تقليدية مغلوطة، لا تربي بناتها على احترام أخيهم بل تقديسه، بداية من الطفولة حيث تطبع عليها والإذعان لأوامره في جلب حاجياته، تقبل رفع صوته عليها و أحيانا يده ، ثم في مراهقتها، بالسماح له بالتدخل في حياتها الخاصة و العبث بأشيائها تحت مسمى الشرف الذي يناقض نفسه فيه مع باقي الفتيات.
-قد تمنع من مواصلة دراستها بحجة البعد أو معارضة الثانوية أو الجامعة و لو كانت نجيبة، و يمكن أيضا أن توكل لها مهام منزلية أو العناية باخوتها، و هاته الحالات موجودة لحد الآن، فتضطر للقيام بالأعمال المنزلية المكثفة تاركة المراجعة و التمارين بحجة أن المرأة مكانها المطبخ في الاخير .
-حتى و لو تربت البنت في عائلة تشجع العلم و الثقافة، سيأتي لحياتها رجل ترعبه فتاة فطنة و مستقلة فينسج خيوطه ليحجم من سرحان خيالها و طموحاتها، تحت مسمى الغيرة رافضا أي مشاركة أو اكتشاف لصرح علمي أو أدبي، معلقا على هواياتها بتهكم قائلا في النهاية مكان المرأة هو المطبخ يعتبر مواضيعها مجرد ترهات تزعج راحته.
المطبخ مكان جميل لو اخترته أنت لا غيرك:
غالب النسوة يشعرن أن المطبخ مملكتهن، فيه تستطيع أن تبدع، و كل وصفة ناجحة على الطاولة تعتبر إنجاز، نعم شيء جميل جادت به يداك، لكن أنت تحتاجين للتواصل و لو من المطبخ للتبادل و للتعارف أيضا لو أردت لهذا المطبخ أن يكون ركن راحتك، ستتبادليهن الوصفات حتى تصادفين وصفة بلغة ثانية بثقافة ثانية، كما يمكن لك أن تأخذي من المطبخ عملا أيضا، في الطبخ مجال رائع و الطبخات تحتاج للغة سلسة و ثقافة تنسيق تسويق جيد. انقطعتِ عن التعليم الرسمي؟ لا تنقطعي عن العلم: خروجك من المدارس لا يعني الانسحاب من طريق التعلم، فحتى لو اخترت الزواج الأم عليك مواصلة اكتساب المعرفة و الثقافة، فالأم الجاهلة ستكون عبئا و حرجا على أولادها، ستتعبين و أنت تبحثين عمن يساعدهم في الدروس ثم تدفعين أموال مقابل ذلك، فيما توفر لك الانترنت أقوى الدروس و تسوق الأساتذة في كل المجالات والمستويات ليطلوا عبر شاشة هاتفك الملازم لك.
الخطاب الديني التقليدي:
قد يصبح البعض عبارة "المرأة مكانها المطبخ" بصبغة دينية، فيقول أن المرأة الصالحة هي من تنجب أبطال الأمة و تربي و تكرس نفسها لزوجها أولادها، و الاسلام يفند هذا الخطاب، فأننا عائشة رضي الله عنها قد أشار إلى علمها صلى الله عليه و سلم حينما قال: خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء، منهل علم و حديث تسأل من وراء حجاب، لم يهبها الله أولادا لتكريس نفسها في الطبخ لهم بل ربت أمه بأكملها بفقه و ارشاد و ذكر حديث شريف، كما أن سكينة بنت كان له مجلس علم ينتفع به الرجال و النساء، و لم ينهاها عن ذلك نسبها الشريف و لا جور الحكام و بطشهم آنذاك
لا تستثني أي مجال:
لا يوجد مجال حكرا على الرجل ما دمت تراقبين عين الله فيه، فعليك بالاصرار و التوكل و العزيمة، كما أن تعلمك لأي مجال، يقوي من ثقة من حولك فيك، و يجعلك مستقلة بذاتك تدريجيا. كوني لنفسك كل شيء: لا تكرري الأيام في نفس الأشغال على اعتبارها واجبات، لفاطمة رضي الله عنها على ورعها المعروف، كانت قد طلبت من النبي صلى الله عليه و سلم جارية، فمن الغباء تكريس النفس للأعمال اليدوية اللامتناهية دون هوادة، للحصول على لقب الشطارة، لقب تتخلين به عن العقل الذي ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات، فالتكرار شيء ممل يبهت مواضيعك يجعل الجميع ينفرون من الجلوس إليك أو مناقشتك.
فجولي كل الأماكن و اختاري الذي يناسبك في كل مرة بعيدا عن التبعية و رضا البقية .
إرسال تعليق