إكرام الله للمصطفى فى رحلة الإسراء والمعراج

 

رحلة الإسراء والمعراج

أراد الله أن يجبر بخاطر نبينا محمد عما تلقاه من قومه من أذى، فمن عليه الله برحلة الإسراء والمعراج، وفتح له أبواب السموات السبع، ورحب به انبياء الله، وأراه الله من آياته ما يعجز بشرا عن وصفه ليصدق به قومه.

 

فأسرى الله نبيه محمد بجسده وروحه ليلا من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، كما جاء فى قوله تعالى: }سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}.(الإسراء: 1)

 

وطيب الله حزن النبي الذى سببه أهل قريش له بعد منعه من الصلاة فى المسجد الحرام، فأحيا الله له جميع الأنبياء والمرسلين، وقدم جبريل عليه السلام رسول الله ليصلي بهم إماما عند بيت المقدس.


 

 المعراج .. وسلام أنبياء الله على النبي

 

عرج الله بنبينا محمد  من بيت المقدس للسموات السبع، ورحب أهلها به بداية من السماء الأولى الذى وجد بها سيدنا آدم عليه السلام، وفى السماء الثانية سيدنا عيسى بن مريم وسيدنا يحيى عليهما السلام، والسماء الثالثة بها سيدنا يوسف عليه السلام، والسماء الرابعة بها سيدنا إدريس عليه السلام، والسماء الخامسة بها سيدنا هارون، والسادسة بها سيدنا موسى عليه السلام، والسابعة بها سيدنا إبراهيم عليه السلام الذى رحب به وقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، وماؤها عذب ، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر  (رواه الترمذي).

 

ورأى  جبريل عليه السلام على هيئته الأولى التى خلقه الله عز وجل بها، وصعد سيدنا محمد ﷺإ لى سدرة المنتهى وحده، وهو لم يصل إليه أحد من قبله، وهذا يدل على عظمة مكانة سيدنا محمد عند الله تعالى الذى أكرم عبده ورسوله.


 

 فرض الصلاة فى رحلة المعراج


عندما صعد النبي إلى سدرة المنتهى، وهى مكان لم يصل إليه نبيا من قبله، وأمر الله نبيه وأمته بالصلاة خمسين فرضا فى الليلة، ولكن نبينا محمد  سأل الله تعالى التخفيف عن أمته فى أمر الفريضة حتى أصبحت خمس صلوات بأجر خمسين صلاة، وأخبر الله تعالى أن من هم بحسنة من أمتك فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت سيئة واحدة.


 

 كليم الله.. وطلب تخفيف الصلاة على أمة محمد

 

عندما عاد رسول الله بهذا الفرض العظيم من عند الله، فمر بسيدنا موسى عليه السلام فسأل نبينا قائلا: ما فرض الله لك على أمتك؟ فقال له النبي ﷺ: خمسين صلاة، فقال سيدنا موسي: إن أمتك لا تطيق ذلك، فعندما فرض الله على أمتى من بني إسرائيل أقل من ذلك لم يحافظوا على أدائه، وطلب منه أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف عن أمته مما فرضه عليهم، فرجع سيدنا محمد إلى الله جل جلاله وقال له: يا ربي خفف عن أمتي، فخفف الله خمس صلوات من الخمسين، فرجع النبي إلى سيدنا موسى عليه السلام وقال له: لقد خفف الله عني خمسا، فقال له سيدنا موسى: إن أمتك لا تطيق ذلك، فأرجع إلى ربك واسأله التخفيف، فظل النبي يتردد بين رب العزة تبارك وتعالى وموسى حتى قال الله تعالى لنبيه المصطفى: فرض عليك يا محمد وعلى أمتك خمس صلوات كل صلاة بعشرة أي بأجر خمسين صلاة.

Post a Comment

أحدث أقدم