ما أكرمهن إلا كريم

 

 

women in islam

حماية الاسلام للمرأة في ضعفها

ذات ليلة وأنا أتجول بين منشورات العالم الأزرق، وقعت في إحدى المجموعات على هذا المنشور"يقول أحدهم سألت شيخا قائلا :"أنا لا أصلي"، فأجابني:"إثنان لا يصليان الحائض و النفساء، فأي منهما أنت؟؟ منذ ذلك الوقت لم أنقطع عن الصلاة.

هاته الإجابة يمكن أن تكون جيدة و مقنعة للكثيرين، لكن هذا النفور من كينونة الحائض و النفساء رغم أن الله تعالى قد رخص لهما عذرا و عفوا شرعيين من الصلاة للجهد الذي يصلين في تلك الفترة إلى جانب دم النجاسة، هذا النفور أصله سياسة توعوية مغلوطة، يشوبها الجهل و من بقايا الجاهلية و الديانات الوضعية التي تنافي الإسلام.

 

 نظرة المجتمعات التقليدية  للحائض:

تعامل البنت حال بلوغها في بعض المجتمعات التقليدية معاملة سيئة، تصل لعزلها في كوخ في إحدى القرى الهندية و منعها من الطبخ في اليابان، كما تجبر على ابتلاع بيضة دون قضمها في البرازيل، فيما يعلن بلوغها في احتفالات محرجة لها في بعض البلدان الأخرى، كما ذكر الشيخ ابن قيم الجوزية في كتابه الجواب الكافي، أن الحائض عند بعض الفرق المجوسية تدفع دينارا للكاهن متى ما فرغت من دورتها ليتولى تنظيفها.

كل هاته الطقوس المعيبة أنوثة الأنثى دحضها الإسلام بوسطيته تكريما المرأة و حمايتها بتفاصيلها في شريعته.

فعلى عكس المجتمعات الإسلامية الوسطية لازالت المرأة في تلك المجتمعات لحد الساعة تتابع مسيرتها التاريخية لنيل حقوقها و تعزيز إنسانياتها، حيث طالبات مؤخرا إحدى المدرسات الهنديات بعطلة شهرية للنساء أيام الطمث، و ووجهت بأبواق معارضة عمل المرأة و أنها أقل كفاءة جسدية.

الحث على الإحسان للبنات منذ الطفولة:

ظل الجهل يسود المجتمعات الذكورية بالتفرقة بين الذكور و البنات متى ما ابتعدت العقلية عن تعاليم الإسلام، فهو قد نهى عن التطير بالبنت و التشاؤم لوالدتها ما جاء في سياق الآية الكريمة:

وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ. سورة النحل الآية 58-59

حمى بذلك الإسلام الفتاة من حكم الجاهلية الذي يهدد حياتها و تحركاتها و تركها تلهو بأريحية إلى حين وصولها سن البلوغ .

 

الدورة الشهرية في الإسلام:

1- التكريم بالحجاب

عند بلوغ الأنثى لحفها الإسلام بالحجاب حماية لمفاتنها و جعلها أكثر أريحية في لباسها و بالتالي تصرفاتها، فالباس الفضفاض يشعر المرأة بالأريحية أثناء الدورة، و كذلك روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أشاح وجهه عن إحدى النساء المسلمات سقطت من راحلتها، فلما أخبر أنها متسرولة: قال رحم الله المتسرولات.

2- الإعفاء من الصلاة و الصيام:

رخص الإسلام للمرأة الامتناع عن أداء فريضتي الصيام و الصلاة، مراعاة للتعب الذي يسود جسمها في هاته الفترة و رفقا بها و سمح لها بقضاء أيام الصوم بعدها، فيما لم يطالبها بإرجاع الصلوات، و هذا من رحمة الله لها، حيث لا ينفك دعائها ونجواها مباشرة لأبواب السماء فأصل الصلاة هو الدعاء.

3- الانقطاع عن المعاشرة الزوجية:

بسبب دم الحيض لن تجد المرأة أريحية في الاتصال الجنسي، و لن تستطيع إشباع رغبتها و لا رغبة زوجها، فعفاها الله عن ذلك فترة دورتها، كما جاء في سياق الآية الكريمة: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ سورة البقرة 222 و هذا أيضا ما يتبث أن الاتصال الجنسي الصحي الوحيد الذي أمر به الله هو عن طريق المهبل، لضمان راحتها و قضاء وطرها دون الطرق الأخرى التي تسلب حقها و تضر بجسمها.

4 مراعاة لنفسيتها:

حث الإسلام على العطف بالمرأة في أوقات ضعفها حيث سمى الحمل بالوهن، كما لطف بالمرأة حين تشوبها مخلفات الدورة الشهرية فراح شق من جمهور العلماء إلى  القول أن الطلاق لا يقع في حالة حيض المرأة، حيث أن هرموناتها تؤثر على عشوائية تصرفاتها و قراراتها ما يدفعها لتغيير سلوكها بما قد يسبب بعض المشاكل في تلك الفترة، فأعطاه بذلك فرصة عظيمة لاستدراك نفسها و شريكها من أي تسرع قد يحصل نتاج اللاوعي.

Post a Comment

أحدث أقدم