مصر هي كنز بالنسبة لمحبين الآثار، فتاريخها يزخر بالآثار والتصاميم المعمارية على مر التاريخ بدءًا من الفراعنة وحتى العصر الملكي، ومتحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل هو من أجمل وأهم المتاحف التاريخية في مصر، حيث يتميز هذا المتحف بطابعه الفريد وطرازه الإسلامي الرائع؛ فهو مقتبس من المدارس الفنية الفارسية والمملوكية وكذلك يحتوي على زخارف سورية ومغربية وأندلسية يزيدها جمالًا الروح العثمانية للمكان، وبذلك يمكن القول أنه مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة.
أنشأه الأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق في الفترة ما بين 1900-1939 م على مساحة 61711 متر مربع ويقع في ١شارع سراي المنيل-القاهرة ، وقد أقيم في أواخر ديسمبر الماضي احتفال بمناسبة الذكرى ال117 لإنشاء القصر ،وهو متاح للزيارة يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءًا، ولكن ماذا سنرى بداخله ؟
سراي العرش
وتتميز بطابعها الملكي وبجمال نقوشها وزخارفها، وتتكون سراي العرش من طابقين، وخصص الطابق الأرضي لقاعة العرش، التي كان يستقبل فيها الأمير محمد علي ضيوفه خلال المناسبات والأعياد، وتحتوي قاعة العرش على أثاث فاخر مكون من طاقم خشبي مذهب من الأرائك والكراسي، كما تتزين بلوحات كبيرة لبعض حكام مصر، أما الطابق العلوي في سراي العرش، فيتكون من قاعتين للجلسات الشتوية، وحجرة نادرة مخصصة لمقتنيات إلهامي باشا، وهو جد الأمير محمد علي لأمه، ويطلق عليها حجرة "الأوبيسون" لأن جميع جدرانها مغطاه بنسيج الأوبيسون.
سراي الاستقبال
تتزين جدرانها بالزخارف والنقوش الهندسية والألوان المبهرة، وكانت مخصصة لاستقبال الشخصيات المهمة، وتتكون من طابقين بينهما سلم خشبي، ويضم الطابق الأول حجرة تشريفة لاستقبال الشخصيات الرسمية، وحجرة لاستقبال كبار المصلين مع الأمير في مسجده بالقصر.
سراي الإقامة
أما عن سراي الإقامة فهي السراي الرئيسية، وأول المباني التي تم تشييدها داخل القصر، فكانت مقر لإقامة الأمير، وتتكون من طابقين، ويضم الطابق الأول عدة حجرات من بينها حجرة الحريم، وحجرة المرايات، وحجرة الصالون الأزرق.
برج الساعة
هو برج مصنوع من الحجر يقع بين سراي الاستقبال والمسجد، بُني على النمط الأندلسي ووضع الأمير في أعلاه ساعة جعل عقاربها على هيئة ثعبانين وزين أسفل البرج بأشرطة كتابية قرآنية.
مسجد الأمير محمد علي
يقع المسجد داخل القصر ويتوسط جداره الشرقي محراب زُين ببلاطات زخرفية باللون الأزرق وعلى يمينه منبر صغير مزين بحليات زخرفية مذهبة.
القاعة الذهبية
ويطلق عليها صالون الوصاية، وكانت تستخدم للاحتفالات الرسمية، ورغم خلوها من التحف إلا أنها تعد تحفة فنية قائمة بذاتها لما نقش على جدرانها وسقفها من زخارف نباتية وهندسية مذهبة غاية في الدقة، وأطلق عليها القاعة الذهبية بسبب تنفيذ زخارف جميع جدرانها وسقفها بالذهب على طراز الركوكو العثماني والأعمدة على شكل نخيل ذو لمسة مصرية.
المتحف الخاص
يتكون من خمسة عشر قاعة يتوسطها فناء به حديقة صغيرة، ويعرض مجموعات نادرة من السجاد والمخطوطات العربية النادرة وصور زيتية لبعض أفراد أسرة محمد علي بجانب لوحات لمناظر طبيعية، وتحف معدنية، وتحف زجاجية من الكريستال، ومجموعة من أدوات الكتابة والملابس والمفارش والأثاث والشمعدانات.
متحف الصيد
يعرض به 1180 قطعة من الحيوانات والطيور والفراشات المحنطة من مقتنيات الصيد الخاصة بالملك فاروق والأمير محمد علي والأمير يوسف كمال، بالإضافة إلى هياكل عظمية لجمل وحصان كانت توضع عليهما كسوة الكعبة أثناء رحلة المحمل وسفر الكسوة من مصر إلى أرض الحجاز، وجماجم وقرون وجلود وأدوات صيد وتحف ولوحات.
حديقة القصر
تبلغ مساحتها 34 ألف متر وتضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات التي جمعها الأمير محمد علي من أنحاء العالم، منها مجموعة الصبار، وأشجار التين الهندي، وأنواع من النخيل مثل النخيل الملكي ذي الجذوع البيضاء، وأشجار البامبو، وشجرة الفيكس.
وإن تحمست لزيارة هذا المتحف فيمكنك الذهاب عن طريق المترو والنزول في محطة مترو السيدة زينب وأنصحك وبشدة بأن ترتدي حذاء رياضي حتى تستمتع بجولتك ورحلة سعيدة.
إرسال تعليق