استراحة من الاخبار |
كتبت - تسنيم حاتم
لا يمر يوم في العالم بهدوء، فلابد من اضطرابات تحدث يوميًا نعيشها وتؤثر فينا ونتأثر بها وتشعرنا بالخوف والتوتر والقلق ولا نعرف هل نتوقف عن متابعة الأخبار تمامًا أم ماذا نفعل.
الأخبار مكان ساحق
خلال الأيام الماضية؛ حدث الكثير فقد شهدنا غزو القوات الروسية لأوكرانيا، واللاجئين الفارين من البلاد ، والمدنيين المختبئين ، والبلدات والمدن المدمرة والأفراد الذين يضحون بأرواحهم من أجل وطنهم، وكل هذا بدوره يؤثر علينا بالطبع .
وضح بعض المعالجين النفسيين أن مشاهدتنا للأخبار الثقيلة باستمرار يؤدي إلى صدمة الدماغ مما يزيد من مشاعر القلق أو عدم الأمان، ولكن لا يعنى ذلك أنه ينبغي الانعزال عن العالم والتوقف عن متابعة الأخبار فبالرغم من أهمية البقاء على اطلاع بما يجري، فمن الضروري أيضًا أن نعتني بصحتنا العقلية ورفاهيتنا، لذا إذا كنت بحاجة إلى أخذ استراحة من الأخبار في الوقت الحالي فلا تشعر بالذنب بتاتًا.
اجعل نفسك في أولوية أهتماماتك وإن كنت تعاني من كل هذه الاضطرابات فيجب أن تحد من كمية الأخبار التي تشاهدها للحفاظ على صحتك العقلية.
أثر التكنولوجيا على الصحة العقلية
لا يوجد شك أن التكنولوجيا الحديثة رائعة لإبقاء الناس متصلين ومُحدّثين في العالم، إلا إن لها خطورة على صحتنا العقلية حيث تتوفر بها تدفقات لا نهاية لها من الأخبار، فيمتلئ يومنا بالكامل بأخبار ثقيلة عبر التلفزيون ، و Instagram ، و Twitter ، و Facebook ، وأجهزة الراديو ، ووسائل الإعلام عبر الإنترنت، إذا أفضل حل أن ترى موجزًا إخباريًا تلفزيونيًا مدته خمس دقائق في نهاية اليوم وقم بإزالة جميع أشكال الوسائط الأخرى من وصولك، بما في ذلك حذف تطبيقات الوسائط الاجتماعية من هاتفك، فبالتأكيد إن كنت أنت نفسك في حالة ذهنية جيدة فستكون أفضل استعدادًا لمساعدة الآخرين ودعمهم.
إذا اخترت مشاهدة الأخبار في نهاية اليوم ووجدت أن هذا ما زال يسبب لك صدمة، فربما يكون من الأفضل قراءة الأخبار عبر الإنترنت أثناء استراحة الغداء في العمل عندما يكون لديك أشخاص آخرين من حولك للدردشة وترك التلفزيون في المساء لشيء مريح وخفيف .
حول مشاعرك لإنتاجية
إن كنت ممن يشعر أنه إذا لم يشاهد الأخبار طوال اليوم فسوف يُنظر إليه على أنه لا يهتم بما يجري فالعالم أو أنه غير مسؤول وجاهل بالواقع فهذا ليس صحيح تمامًا فأنت يمكنك أن تشغل نفسك بأشياء أكثر نفعًا لك وللمجتمع بدلا من أن تجلس تشعر بالذنب دون فعل شئ مثل المشاركة في الأعمال التطوعية أو التوعية بالقضايا المهمة فالمجتمع أو يمكنك التبرع للجمعيات الخيرية .
أساليب مواجهة القلق الداخلي
فالنهاية إليك بعد الأساليب لمواجهة قلقك:
• في أوقات القلق قد يتحول تفكيرنا لتفكير كارثي (أي أن نختار أسوأ السيناريوهات ونتخيلها ونعيش بها)، إذا حدث ذلك ذكّر نفسك أن الأفكار السلبية هي من إبداع عقلك لا أكثر وليست بالضرورة واقعية.
• كن يقظًا و عش في اللحظة الحالية بدلاً من التفكير فيما قد يحدث في المستقبل ولذلك يمكنك ممارسة التأمل الذهني القصير كل يوم لتصبح أكثر وعيًا بأفكارك ومشاعرك.
• كن واقعيًا قدر الإمكان.
• حدد الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار.
• تنفس بعمق من بطنك حيث يمكن للتنفس البطيء والعميق أن يمنح جهازك العصبي السمبتاوي دفعة قوية مما يعزز الشعور بالهدوء في عقلك وجسمك فتنفس لمدة ٤ ثوان ثم احبس أنفاسك لمدة ٧ ثوان ثم قم بالزفير لمدة ٨ ثوان .