تحيط بالإنسان شرور غير مرئية ولكن محسوسة، ولعل من أهمها العين والحسد، فالعين حق يسبق القدر، وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نستعيذ من شر الحاسد إذا تمنى زوال نعمة الله على غيره حقدا منه عليه.
نحن لا نرى من هم فى الظلام ونحن فى النور، ولكن عند الإيمان بالله والتوكل عليه، ترى القلوب ما فى الأعين من خير وشر، فهى أبصر وأصدق ما فى صنع الله.
▪︎ العين حق
يسخط الحاسد على قضاء الله تعالى، وفضله بين عباده، وعدله الذى قسمه حق التقسيم، ويضر بنفسه قبل أن يضر غيره، ويشارك إبليس فى كرهه للإنسان واعتراضه على حكمة الخالق، فيرد معه أسفل السافلين.
فالعين والحسد من خبائث القلوب تصيب المنظور إليه بالمرض أو التلف، وقد تمسك برزقه، وقد تنهى بحياته، وتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، لذلك أوصانا النبي ﷺ إذا أصاب أحد من المسلمين بالحسد أن يسترقى له بالدعاء وقراءة المعوذتين وآية الكرسى والفاتحة.
فيجب على المؤمن عدم الإفصاح بجميع نعم الله عليه، فيمكنه إخفاء بعض ما فضله الله به عن غيره حتى لا يصاب به، فإن الحسد يبدأ من القلب ثم يصيب الإنسان فى عواطفه حتى يضله الشيطان عن ثواب المحبة كما هو ضل، ولم يعلم أن لله حكمة فى كل شئ.
عن أبي عباس رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا ".
▪︎ علاج الحسد والعين
يجب على المؤمن أن يحسن الظن بالله ويتوكل عليه، فإذا اجتمع الإنس والجن على أن يضروه بشيء لن يضروه إلا بشئ قد كتبه الله له.
ولكن عليه أن يبقى دائمًا على حذر من الوقوع فيما فيه أذى وشر له، وذلك بتحصين نفسه من أي شر عن طريق الاستعاذة بالله، والإستغفار، وقراءة المعوذتين وآية الكرسى والفاتحة، وآيات السحر من سورة الأعراف، وتلك التى في سورة يونس، وسورة طه.
رقية الرسول ﷺ لأهل بيته، فإذا مرض أحد من أهل البيت كان يضع يده اليمنى الشريفة على رأسه ويقول: " اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفِ، انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءا لا يغادر سقما ".
إرسال تعليق