الشيطان يعظ ما بين الجنة والنار

غواية الشيطان للإنسان


يسعى الشيطان دائما إلى إضلال المؤمنين عن طريق انفوسهم التى تسوقهم دائما إلى السوء، فلا يترك مدخلا يدخل به إلى الإنسان إلا ودخل منه، ليفسد عليهم دنياهم وآخرتهم.

 

وله فى ذلك مداخل أربعة معروفة يحرص الشيطان أن يهزم إبن آدم فيها، ولا ينتقل من المدخل الأول إلى الثانى إلا عند عجزه فى غوايته لهم، وعلى المؤمنين أن يجاهدوا أنفسهم من تلك المداخل هذا وعد الله مع إبليس وهو الحق، فإذا اتبع المؤمنين مكر الشياطين فمصيرهم جهنم، تملأ بهم وساءت مصيرا.

 

 

العداوة الأبدية بين الإنسان والشيطان

 

هذه هى العلاقة الأبدية بين الإنسان والشيطان منذ بداية الخليقة إلى اليوم الموعود، حين عصى ابليس ربه وتكبر على صنع الخالق، وإزداد غلا وحسدا لآدم وخلفه.

 

وحذر الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام من قبل بداية الخليقة من غواية الشيطان ومكره، وأن اتباعه سيخرجه من الجنة إلى الشقاء، كذلك يغوى ذريته ويستكمل مهمته فى إضلال المؤمنين.

 

قد بين الله لنا فى القرآن الكريم مداخل الشيطان للإنسان فى أربعة جهات، قال تعالى}:ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين{. (الأعراف : 17)


 

مداخل الشيطان الأربعة

 

فأول مدخل يسلكه الشيطان للإنسان أن يغويه فيما بين يديه اي أمامه، فيشكك المؤمن فى وجود الله ثم فى وجود الآخره ثم يطلق لشهواته ذمام الأمور، قال تعالى:} يا أيها الذين ءامنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين{. (البقرة: ٢٠٨ (

 

فإذا وجد العبد مؤمنا يسير على صراط الله المستقيم، سلك مسلكه الثانى واغواه من خلفه، وأجمع علماء الدين أن المقصود من قوله سبحانه وتعالى:} ومن خلفهم{ اي ما يتركه الإنسان من ذرية خلفه، فهى فتنة من الشيطان يغوى به الإنسان ويتركه فى قلق وخوف عليهم من بعده، فيبدأ فى أخذه لطريق المعصية، قال تعالى: }واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم{. (الأنفال : ٢٨)

 

أما قوله: }وعن ايمانهم {فيأتى الشيطان بفتنة المؤمنين فى صالح الأعمال، وأن جزاء الإحسان الشر وليس الخير، والكسب الحرام أسرع من الكسب الحلال، وأن العمل أهم من الطاعات، لذلك يبعد الكثير ويلهو فى أمور دنياهم، ولا يعلم أن الدنيا فانيه والآخرة خير وأبقى، وأن جزاء إتباع الأهواء جهنم وبئس المصير.

 

ويدخل الشيطان للإنسان عن شماله، فيزين له طريق المعصية ويغريه بالحرام عن الحلال، وبالزنا عن الزواج، وبالسرقة عن العمل، فيسهل له طريقة ليرافقه فى جهنم.

 

ولا يأتى الشيطان للمؤمن من فوقه أو تحته، فحينما يدعو الإنسان ربه رافعا يده إلى السماء، ويسجد وتتلامس جبهته الأرض، يخضع الإنسان إلى الخالق الأعلى داعيا وساجدا، فلا يستطيع الشيطان أن يقترب منه.

Post a Comment

أحدث أقدم