خلق الله الإنسان من طين، وأنعم عليه بنعمته التى لا تعد ولا تحصى، فخلقه سبحانه وتعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وسخر له الكون بما عليه لخدمته، فعندما يتصرف المخلوق فى شئ من صنع الخالق يأثم، فنعمة الله على الإنسان أمانه وليس حق وترد هذه الأمانة فى الميعاد.
▪ نقل أعضاء الميت للمريض جائز ولكن
كرم الله الإنسان فى الأرض وجعل له حرمه حيا وميتا، فلا يجوز أن يتعدى عليها أحد، إلا إذا كان هناك ضرورة تقضى بذلك عند وفاته كما فى التشريح وغيره للإستدلال عن معالم الجريمة، أو وصية من المتوفى بالتبرع بأعضائه بعد وفاته لمريض، واختلف فى هذا الأمر الفقهاء فمنهم من رأى أنه إنتهاك لحرمة الميت وإهانه له، وإذا كانت وصيه من شخص المتوفى فهو لا يملك التصرف فى أعضاءه، إلا أن أجازه جمهور الحنفية، وعلتهم فى ذلك إذا كان هناك نقص فى الأعضاء التى تزرع فى الإنسان وتتوقف حياته عليها فلا إثم فى التبرع به عند وفاته بما فيها رعاية لصالح العباد فى العاجل والآجل، فالإسلام دين يسر لا عسر.
▪ النبش فى القبور
لم يصل الأمر فى نقل الأعضاء إلى مجرد إبداء الشخص حريته فى التبرع بأعضائه، بل أصبح الأمر أكثر رعبا، فتنعدم فيه إرادة المتوفى فى الإختيار، ولا يحال بينه وبين "سماسرة الموتى" سوى كفنه، فيباع ويشترى، وتتعدد معها الأسباب تارة لتدريب الطلاب على العبث فى الموتى، وأخرى كارثية وهو سرقة جماجم الموتى وخصوصا الأطفال وبيعها كبودرة لأصحاب المزاج.
فلم يتخلى السارق عن إنسانيته فحسب فى سرقة أعضاء الميت، بل تمتد معه فى سم الحى وقتله عن طريق سرقة الجماجم وطحنها كهيروين سام، فيتم تكسير هذه الجماجم، ثم طحنها لتصل كبوردة ناعمة، وبعد استنشاقها تسبب التهابات؛ لأنها تدمر الجدار العازل بالأنف، بالإضافة إلى أنها تحتوى على كمية كبيرة من السموم التى تدمر الجهاز التنفسى لكل المدمنين.
وساعد فى هذه الظاهرة، إنتشار المخدرات بين الشباب، وعدم وجود رقابة مشددة على المقابر، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية السيئة لكثير من المواطنين الذى تدفعهم لعمل كثير من الأمور الغير إنسانية.
إرسال تعليق