بلقيس ملكة "سبأ"
ترددت في قصص القرآن الكريم عدة شخصيات نسائية، من أبرزها ملكة سبأ "بلقيس"، و التي حكمت باليمن و أدانوا
بعبادة الشمس، فمن هي بلقيس، و كيف كانت هدايتها و قومها لدين توحيد الالوهية لله تعالى المقتدر؟؟
آتى الله تعالى النبي سليمان عليه السلام ملكا لا ينبغي لأحد بعده، و جله آمرا لجيوش الحيوانات و الشياطين و المردة، يتحكم في الريح و العديد من المعجزات بفضل الله وحده، و بينما هو يتفقد جيوشه، لم يجد الهدهد، فغضب كثيرا لغيابه و قرر عقابه لتخلفه عن الصف، إلا إذا أتاه ببرهان عظيم
قال تعالى:وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى
الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا
أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ(21).
بعد ساعات عاد الهدهد ليمثل أمام سليمان عليه السلام، فلما سأسله عن سبب تأخيره، قال يا نبي الله لقد اطلعت على قوم لم يؤتك الله بخبرهم، لقد وجدت امرأة تحكم قوم سبأ من دون الرجال، و هم يسجدون للشمس من دون الله تعالى.
قال تعالى:فَمَكَثَ غَيْرَ
بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ
امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
(24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26)
و قد ذكر بعض المؤرخون أن مملكة سبأ اليمنية كانت تحت سلطة "الهدهاد بن شرحبيل"، الذي لم يرزق سوى بطفلة واحدة سماها بلقيس، ثم أورثها الحكم بعده، ما لم يستسغه كبار قومها لأنوثتها، و فتح أعين الطامعين على مقامها و سلطانها.
سمعت الملكة "بلقيس" أن ملكا يدعى "عمر بن الأبرهة"يعد العدة للإستيلاء على عرشها و مملكتها، فأحكمت خطة بمفردها للقضاء على طمعه في مهده، حيث خرجت من سبأ ليلا، متنكرة بزي رجل، ثم وصلت لعمر و دخلت عليه في زي امرأة فاتنة، ثم ظلت تسقيه خمرا حتى ثمل فقتلته، ثم عادت أدراجها لقومها، الأمر الذي على شأنها لفطنتها و حشد الدعم حولها و سلطانها على المملكة.
أرسل سليمان عليه السلام كتابا مع الهدد ليختبر صدقه، داعيا بلقيس و قومها للإسلام و التسليم بألوهية الله تعالى وحد، دون استعلاء.
قال تعالى: قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)
ما إن تلقت بلقيس الكتاب حتى أسرعت إلى قومها تشاورهم في الأمر، ما يعزز ثقتهم فيها في كل مرة، فأجابوها أن المر متروك لها، رغم شدتهم التي تخولهم للحرب و الدفاع عن المملكة، فاختارت بلقيس اختبار نية الملك "سليمان" عليه السلام حول مملكتها، ما إن كان وراء دعوته مجرد طمع في ثرواتهم، فأرسلت له هدية ملؤها الكنوز الثمينة، يرافقها موكب من المرسلين، يستطلعون مملكة سليمان، و ينقلون ردة فعله لملكتهم.
قال تعالى: قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ
قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو
بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ
الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً
ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ
بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)
إرسال تعليق