أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

القرآن كائن حى 


إن فضل القرآن الكريم كبيرٌ وعظيم، فهو الذى أخرج به الله - عز وجل - الناس من الظلمات إلى النور، وكشف لنا معالم الطريق، وأخذ بأيدينا من الضلالة إلى الهدى، فهو المعجز المنزل من جبريل الأمين على النبي الأمين، والمؤتمنين عليه ليوم الدين.

ولم ينزل القرآن الكريم لنتبارك به فقط، ونتركه فى بيوتنا يعلوه الغبار والاتربة، ولكن وجد ليكون نورا للصدور، وجلاء للهم والغم، تحدى الله به العرب أن يأتوا بمثله، وسيبقى هذا التحدى قائم إلى يوم الدين، فيسره الله وسهل ألفاظه ومعانيه للتدبر وفهم ما جاء به من تبشيرا ووعيد، وأحكامه الدنيوية والآخروية التى لم يفرط بها شيئا فى كتابه الكريم.

يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر}. (القمر : 17)
فإن الله يعلم أن هذا التدبر فيه خيرا عظيما للمؤمنين، وإن كنَ نحن المسلمين لا ندركه إدراكا صحيحا، فنحنُ الخاسرون، فمن يعرض عن تلاوته، وينشغل عنه، فلا ييسره الله عليه، ويضيق رزقه، ويسود عليه قلبه، ويبعده عنه بعد المشرق والمغرب.

▪︎ ميزان الأرض فى يد أمة محمد


عزنا الله تعالى فى الدنيا والآخرة، وذكرنا عن غيرنا من الأمم السابقة، وحملنا رسالته فى الأرض، وأوصانا به النبى ، فإن تركناه وأضعناه، واتخذناه ظهريا، ضعنا وذللنا، وتقلبت علينا أمم الأرض، وجاءتنا البلايا والفتن والمحن.

فإذا نظرنا إلى هدية النبي صلوات الله عليه وسلامه مع القرآن الكريم وجدنا أنه كان يقرأ القرآن ترتيلا لا يعجل فى تلاوته، بل كانت قراءته ﷺ مفسرة له حرفا حرفا، وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فى أول قراءته، وكان يقرأ القرآن قائما، وقاعدا، ومضطجعا، ومتوضئا، ومحدثا، ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة.

Post a Comment

أحدث أقدم