أمرنا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين ومعاملتهم معاملة حسنة، وأوجب طاعتهم دون تأفف أو ضيق، وعدم معارضتهم فى شئ إلا إذا كان هذا الأمر يخالف أوامر الله، ولم يخص الله سبحانه وتعالى المسلمين فحسب، وإنما جعل بر الوالدين لجميع الأديان السماوية تكريما لهم.
ولا يقتصر بر الوالدين أثناء وجودهم على قيد الحياة فقط بل يمتد حتى إلى ما بعد وفاتهم، إحسانا لهم ورد ولو جزءًا مما قاموا به فى رعايتك، فينقطع عمل المتوفي فى الحياة إلا من ثلاث، ومنها ولدا صالح يتذكره بالدعاء.
وأوصانا الله ورسوله ﷺ ببر الوالدين وجمعها مع عبادته، وهذا دليل على علو مكانتهما فى الإسلام وعظيم ثوابه، قال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولا تنهرهما، وقل لهم قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }.
وطاعة الأم وخدمتها سببا لدخول الجنة، لما لها من فضل كبير على الإبن، فهى التى حملت وراعت وسهرت، وتحملت الشدائد لإسعاده، لذلك أوصانا الرسول ﷺ بالأم فى حديثه الشريف 3 مرات متتالية ليوضح لنا عظم طاعتها، بقوله الجنة تحت أقدامها.
وبر الوالدين أفضل من الجهاد فى سبيل الله، ويثاب صاحبه فى الدنيا والآخرة، ويطيب ذكره بين الناس، ويفرج به الكربات، فهو أقرب طريق إلى الجنة، فبر الوالدين دِين ودَيّن، فالأول يأخذك إلى الجنة، والثانى يرده لك أبناؤك.
فلابد على الأبناء زيارة قبر آبائهم، وتذكرهم دائما بالدعاء ،وتقديم صدقة على أرواحهم وقراءة الفاتحة لهما، فكان قدوتنا ونبينا محمد ﷺ يزور قبر أمه ويدعو لها بالرحمة.
إرسال تعليق