نستقبل فى هذه الليلة شهر من الشهور المباركة، فضله الله بركن من أركان دينه، وفرض الله عز وجل على المسلمين صيامه، فإذا كان يفرح المسلمين بقدوم شهر رمضان لما فيه من خير وهدى للناس، فمن الآولى أن يفرح رمضان بنا، فلا يفرح بنا إلا إذا عشنا وقته كما أراد الله.
وإذا سعينا جاهدين لطاعة الله فى هذا الشهر الكريم التى تفتح به أبواب الطاعات، وفيه تفتح أبواب السموات، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فعلينا أن نتزود من سيرة النبي ﷺ والسلف الصالح رضى الله عنهم فى هذا الشهر الكريم، ونسير على نهجهم، فكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عند دخول رمضان: "مرحبا بمطهرنا من الذنوب".
▪︎ الصحابة فى شهر رمضان
كان لصحابة سيدنا رسول الله ﷺ استعداد من نوع خاص لهذا الشهر الكريم، فيفرحون بقدومه فرحا شديدا، ويدعون الله أن يبلغهم رمضان على خير فى دينهم وأبدانهم ثم يدعونه أن يعينهم على طاعته فيه ويتقبله منهم، وكانوا فيه يزكون للفقراء والمساكين، ويقومون ليله فى رحاب الله وطاعته.
كان النبي ﷺ يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، فيقول لهم: "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه خير من ألف شهر من حرم من خيرها فقد حرم".
شهر رمضان تفتح به أبواب الطاعات، فينبغي على العبد المسلم أن يكثر فيه من قرآءة القرآن وتدبره، كما كان يفعل السلف فى هذا الشهر الكريم، فكان عثمان بن عفان ــ رضي الله عنه ــ يختم القرآن كل يوم مرة، ويختم بعض السلف القرآن فى قيام رمضان كل ثلاث ليالِ، والبعض الآخر فى كل سبعة ليالِ.
▪︎ شهر يستعد لمجيئه أهل السماء قبل أهل الأرض
علينا أن نتزود بمكارم أخلاق النبى ﷺ وسلفه فى هذا الشهر الكريم، وكيف كان يغتنمون هذا الشهر ويسرعوا إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السموات والأرض، قال الله تعالى: {شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}.
شهر رمضان للعبادة وليس للخمول والكسل تضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات، وتغفر الخطايا والسيئات، يقول النبى ﷺ فيه : "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
فكان النبى ﷺ يستقبل رمضان بفرحا شديدا، ويتهيأ له بما لم يتهيأ به لغيره من الشهور، فيضاعف فيه من العبادات والطاعات، فكان ﷺ يعتاد كل عام أن يصحب زاده ويصعد به إلى غار حراء، يترفع عن الدنيا، ويسمو إلى السماء.
إرسال تعليق