مكتبة الإسكندرية تحتفل بالعام العشرين لإعادة افتتاحها 

 



تُعد مكتبة الاسكندرية الجديدة واحدة من أشهر المعالم العالمية و التي لابُد أن يمر بها زوار المدينة من الباحثين الأكاديميين العرب والأجانب أو هواة العلم والمعرفة من مُختلف الأعمار، وهي أهم مقصد سياحي في الاسكندرية خاصةً مع ما تُقدّمه من ندوات وفعاليات فنية وثقافية هادفة تجذب إليها الأنظار.


وتعد المكتبة الجديدة التي فُتحت عام 2002 و التي تقع بحي الشاطبي الذي بمُجمّع الكليات هي إعادة إحياء لمكتبة الاسكندرية القديمة، والذي جعل منها رابع أكبر مكتبة فرنكفونية بالعالم وثاني أكبر مكتبة بالعالم من حيث محتوياتها من الكتب والمراجع والوسائط السمعية والبصرية بعد مكتبة نيويورك الأمريكية.




مكتبة الإسكندرية القديمة 


مكتبة الإسكندرية القديمة وعرفت باسم مكتبة الإسكندرية الملَكية أو المكتبة العظمى هي كبرى مكتبات عصرها، لم تكن مكتبة الاسكندرية القديمة هى المكتبة الوحيدة فى العالم القديم، ولكنها  كانت أكثر مكتبة شهيرة في ذاك الوقت على الرغم من وجود مكتبات أخرى سبقتها واختلف المؤرخون حول المؤسس الحقيقى للمكتبة منهم من نسب ذلك الى بطليموس الاول ومنهم من ارجعه الى بطليموس الثانى،  ولكن المؤكد تاريخياً ان بطليموس الاول كان واسع الثقافة محب للادب فنسب اليه تأسيس المجمع العلمى والمكتبة الملكية.


 كانت المكتبة تحتوي على أكثر من نصف مليون من اللفائف كما ان العلوم والرياضيات لقت دفعات مستمرة الى الأمام على أيدى علماء المكتبة  وأمنائها.


بالنسبة للأسباب الحقيقية لإختفاء مكتبة الاسكندرية القديمة فمن المؤكد تاريخياً أن الأسطورة إندثرت نتيجة الحريق على يد يوليوس قيصر عام 48 قبل الميلاد.


صورة قديمة لمكتبة الإسكندرية 


سبب شهرة المكتبة قديمًا 


ترجع شهرة مكتبة الإسكندرية القديمة (ببلتيكا دي لي اكسندرينا)، لكونها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم وليس لأنها أول مكتبات العالم؛ فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند قدماء المصريين ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط والبطالمة أنفسهم الذين أسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع عظمتها أيضا أنها حوت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمي والالتقاء الثقافي الفكري لعلوم الشرق بعلوم  الغرب .



مكتبة الإسكندرية الحديثة


الحلم أصبح حقيقة عندما أطلقت جامعة الإسكندرية عام 1972 خلال محاضرة للدكتور / مصطفى العبادى أستاذ التاريخ القديم  والذى طالب فيها بإعادة إحياء مكتبة الإسكندرية وأصدرت منظمة اليونيسكو أول نداء دولى عام 1987 لدعم المشروع ووضع حجر الأساس لمكتبة الإسكندرية القديمة.


تم إعادة إحياء المكتبة في مشروع ضخم قامت به مصر بالاشتراك مع وكالة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، حيث تم بناء المكتبة من جديد في موقع قريب من المكتبة القديمة. تم افتتاح المكتبة الحديثة في أكتوبر 2002.



مكتبة الإسكندرية أول مكتبة رقمية فى القرن ال٢١ 


تعتبر مكتبة الإسكندرية هى أحد الصروح الثقافية العملاقة وتعتبر منارة للثقافة ونافذة مصر للعالم ونافذة للعالم على مصر وهى أول مكتبة رقمية فى القرن الواحد والعشرين وتضم التراث المصرى الثقافى والإنسانى، كما و تعد مركز للدراسة والحوار و تضم أكثر من ثمانية ملايين كتاب  ويوجد بها  مجموعة كبيرة من الكتب المختارة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وكذلك مجموعة مختارة من كتب بلغات أوروبية أخرى مثل الألمانية والإيطالية والأسبانية ولغات أخرى نادرة .




مبنى المكتبة وبراعة البناء


يتميز مبنى مكتبة الإسكندرية، بمراعاة معايير الاستدامة الخاصة بالمباني العامة بالمدن الساحلية، حيث يتمتع بخصائص عزل ممتازة للأصوات والضوضاء، خاصة داخل قاعة الاطلاع الرئيسية، كما أن تصميم المبنى المنخفض يحمي المكتبة من رياح البحر القوية وضجيج الكورنيش.


وأحد أهم عوامل عزل الأصوات الموجودة داخل المكتبة هو الجدار الخرساني الذي يحتوي على العديد من الثقوب ويغطي جميع مستويات المكتبة؛ حيث يعمل هذا الجدار كعازل للأصوات ومصدر لامتصاصها، وقد تم اختراع هذه الفتحات الهوائية خلال العصور المصرية القديمة لتخزين أوراق البردي بها.


فنجد بداخل منطقة الاستعارة عدد كبير من المستخدمين يتحركون صعودًا وهبوطًا سواء من خلال الدرج أو المصاعد، لذلك تم تغطية الجدران الرأسية، لتلك المناطق داخل المكتبة، بالألواح النحاسية لعزل الضوضاء عن طريق امتصاص الموجات الصوتية ومنع صدى الصوت، هذا بالإضافة إلى استخدام المواد الأخرى العازلة للصوت مثل الألواح الخرسانية، والألومنيوم، والأخشاب داخل المكتبة.


 

أفضل الأنشطة التي يُمكن القيام بها في المكتبة الجديدة


١. يمكنك زيارة مكتبة المواد السمعية والبصرية، حيث تشتمل المكتبة على عدد من الوسائط من أنواع مُختلفة سمعية وأخرى بصرية، وتغطي موضوعات متنوعة، مثل المواضيع التعليمية والثقافية والدينية والسينمائية، أيضاً يوجد تسجيلات للمؤتمرات والحفلات الموسيقية والفنية والمعارض التي تمت في مكتبة الاسكندرية.





٢. يُمكنك زيارة مكتبة المكفوفين، وتمثل مفهوماً جديداً يفتح آفاق واسعة للمكفوفين وضعاف البصر، إذ تُمكنهم من الدخول إلى كافة مصادر مكتبة الاسكندرية ومصادر الإنترنت.





 ٣. بالنسبة للأطفال فهناك مكتبة مُخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-14 عاماً، وتهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة وسبل البحث وتقديم كل ما تحتويه من خدمات وإمكانيات لهم.




 ٤. أما بالنسبة لمُحبي الاطلاع على مكتبة المواد الميكروفيلمية، فالمكتبة فرصة له للإطلاع على عدد من المخطوطات والوثائق المُختلفة، بالإضافة إلى الصحف اليومية المصرية منذ تاريخ صدورها وحتى الآن.





 ٥. تحوي قاعة الاطلاع مجموعة هائلة من الكتب النادرة التي تمتلكها مكتبة الاسكندرية والتي طُبعت قبل عام 1920، بالإضافة إلى عدد من الكتب مهداة إلى المكتبة، ومخطوطات ذات لغات مُختلفة منها العربية والتركية والفارسية.


 



 ٦. هناك أيضا مكتبة الخرائط التي تضم حوالي 7 آلاف خريطة تغطي جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على مصر والدول العربية والدول المطلة على البحر المتوسط، ومن أهم مقتنيات مكتبة الخرائط الخريطة التي رسمها الشريف الادريسي عام 1154 لخرائط كتاب (صورة الأرض).





٧. تحتوي المكتبة على 6 متاحف، تضم قطع أثرية لعصور مختلفة للحضارة المصرية منذ بدء العصر الفرعوني وحتى العصر الإسلامي مروراً بالعديد من الحضارات الأخرى ومنها اليونانية.


 



٨. يمكن أيضاً زيارة متحف المخطوطات، هو أحد المراكز الأكاديمية المُلحقة بالمكتبة الجديدة، إذ تحتوي على الكثير من المخطوطات من مكتبة بلدية الاسكندرية.




 

٩. تستطيع زيارة متحف الأوعية النادرة الذي يحتوي على نفائس المقتنيات المحفوظة في مكتبة الاسكندرية ومنها المخطوطات الأصلية، الكتب النادرة، الخرائط، العملات القديمة، المقتنيات الشخصية للمشاهير، الإهداءات النفيسة المقدَّمة للمكتبة.

 



 

١٠. وأهم معلم في مكتبة الاسكندرية هي القبة السماوية حيث تعرض منظراً جميلاً مطلاً على مدينة الاسكندرية.





أما عن  أرشيف الإنترنت بالمكتبة فيحتوي  على :


• لقطة لشبكة المعلومات العالمية منذ عام 1996 حتى الآن (عن كل المواقع كل شهرين).


• أكثر من 10 بلايين صفحة – نصوص أكثر من تلك الموجودة في مكتبة الكونجرس.


• 1000 فيلم مؤرشف. 


• 2000 ساعة من البث التلفزيوني المصري والأمريكي.


• 100 تيرابايت من المعلومات مخزنة على 200 جهاز كمبيوتر.


• إمكانية المسح الضوئي للكتب المحلية.



 أوقات الزيارة

تُفتح المكتبة للزيارة من يوم الأحد إلى يوم الخميس من الساعة 10:00 صباحاً حتى الساعة 7:00 مساءً و يوم السبت من الساعة 12:00 ظهراً حتى الساعة 4:00 مساءً ويوم الجمعة من الساعة 2:00 ظهرًا حتى الساعة 7:00 مساءً.


 وبالنسبة للتذاكر فسعرها 70 جنيهًا للسائح و 10 جنيهات للطالب.



مكتبة الإسكندرية تحتفل بعامها ال٢٠


احتفلت المكتبة في 17 مايو 2022، بمرور 20 عامًا على ذكرى إحيائها. 


 وقد تم توفير شاشة عرض كبيرة بساحة الحضارات (البلازا) بالمكتبة حتى يتسنى لجمهور ورواد المكتبة متابعة الاحتفالية.


أقيمت الاحتفالية بعد الظهر في تمام الساعة الواحدة في قاعة الاطلاع الرئيسية، وتم بثها مباشرة بتقنية الويب كاست Webcast، بالإضافة إلى إذاعتها على قناة مكتبة الإسكندرية الرسمية على اليوتيوب.




ونتمنى لكم زيارة ممتعة لهذا الصرح العظيم .


 

Post a Comment

أحدث أقدم