"جوابات ريما" تعيد سحر "الجوابات" للأجيال الجديدة

 

 

جوابات ريما تعيد رونق الجوابات

"زوجتي الجميلة الرائعة.. أمي الغالية.. صديقي المذهل.. عزيزي أخي" عبارات وكلمات كنا دائمًا نراها ككلمات افتتاحية رقيقة في زمن "الجوابات" وهو العصر الذي شهد الرسائل البريدية التي كانت تكتب للأشخاص على الأوراق وترسل عبر البريد حتى عنوان منازلهم، تلك "الجوابات" التي مهما طغت عليها وسائل أخرى كمواقع التواصل الاجتماعي ستظل دائمًا تحتفظ ببريق سحري وحالة مليئة بالدفء والمشاعر سواء كانت لكاتب الرسالة أو للمتلقي.

 

وكم من "جوابات" كانت تحمل قصص رائعة وتحمل في طياتها مشاعر إنسانية نبيلة ووطدت علاقات أسرية وزوجية أو بين الأصدقاء والصديقات، سحرها يصل لدرجة تجعلك في كل مرة تفتح رسالتك تلامس نفس الشعور وتأسرك بسحرها الأخاذ، ورغم استخدام الكثير من الأشخاص لرسائل "واتس آب"، و "ماسنجر"، وغيرها من التطبيقات الإلكترونية التي أغلب رسائلها لا تضاهي ما يوجد بورقة وجواب من سحر ومشاعر ودفء لكن استطاعت ريما الحبيبي أن تحيي هذه المشاعر من جديد وتستعيد رونق الجوابات خاصة لتلك الأجيال الجديدة التي لم تشهدها.

 

الموهوبة ريما

بداية الفكرة

 

بداية ريما صاحبة الـ 34 عامًا والحاصلة على ليسانس آداب قسم تاريخ بجامعة عين شمس حديثها بروح مليئة بالشغف والطاقة والحب عن فكرة "الجوابات" وإطلاقها لهذا المشروع إنها تحب الكتابة منذ صغرها وتأثرت كثيرًا بوالدتها التي كانت تحتفظ بالكثير من "الجوابات" عند سفر والدها.

 

وتؤكد ريما أنها رأت وشعرت بمدى أهمية هذه "الجوابات" فرغم وفاة جدها لازالت والدتها تحتفظ بتلك الجوابات وتحيي مشاعرها وذكرياتها معه عندما كانت تقرأ كلماته على الورق، وتشعر برائحته من خلال رائحة الورق وهو ما يجعلها تشعر وكأنه لا يزال حيًا موجودًا يعيش معها بل كانت تجعلها تتذكر شبابها وكواليس الأيام التي عاشتها معه بأدق التفاصيل.

 

ومع نمو ريما يبدأ حبها بـ "الجوابات" يكبر أكثر فأكثر، ففي البداية كانت تكتب لأصدقائها الكثير من الجوابات دون أي سبب، وهو ما يجعل أصدقائها يردون عليها بجوابات أيضًا، وظلت الفكرة تراودها وتكبر في عقلها وقلبها حتى أصرت أن تنفذها.

 

الجوابات تحمل الكثير من الشعور والذكريات

"في كل محنة منحة".. أزمة كورونا ونقطة التحول

 

تقول ريما إنها بعد التخرج من جامعتها عملت كمرشدة سياحية لفترة من الوقت ثم اتجهت لعالم التسويق واهتمت كثيرًا بالمحتوى حتى جاءت أزمة كورونا وما فرضته من قيود وحجر منزلي وهو ما جعلها تخسر وظيفتها.

 

ويبدو أن تلك الأزمة كانت في بدايتها محنة لكنها تحولت إلى منحة عندما قررت ان تصمد وتواجه الفراغ والاكتئاب والأيام الطويلة والملل الرهيب الذي نال منها في هذه الفترة، حتى أدركت ريما شغفها وحبها للجوابات فقررت أن تقوم بعمل "جوابات" لأصدقائها خاصة مع الاشتياق الكثير في تلك الفترة وعدم نزولهم كثيرًا بسبب الحجر المنزلي.

 

وتؤكد ريما أنها تفاجأت من ردود الأفعال الإيجابية تجاه فكرتها حيث استعانت بالمشاهد السينمائية القديمة خاصة أفلام "الأبيض وأسود" وبدأت تجمع الكثير من مشاهد السينما التي تعبر عن حياتنا اليومي وجهزت العديد من الصور وقامت بطباعتها بأقل الإمكانيات مع احضارها لأختام وطوابع وقامت برفعها على صفحتها "جوابات ريما".

 

ريما تضفي أجواء رائعة على الجوابات

عودة بآلة الزمن

 

تقول ريما إنها كانت تريد أن تصل بفكرة العودة بذكرياتنا ومشاعرنا من خلال آلة الزمن بواسطة فكرتها واستخدمت كافة السبل والطرق لإضافة أجواء قديمة وكلاسيكية سواء بالكلمات أو الأختام أو الطوابع أو المشاهد السينمائية.

 

وكان يوم 23 ديسمبر ولادة أول نجاح حقيقي لفكرها حيث باعت أول جواب لها لصديقتها وهو ما قوبل بالدعم والتشجيع الكبير، وهو ما جعلها ترتبط أكثر بفكرتها وبشغفها واشعل شرارة الحماسة بداخلها حتى ذاع صيتها ووصلت بفكرتها لمحافظات أخرى مثل البحيرة والمنصورة ولأشخاص غريبة ليسوا أصدقائها.

 

ريما تعيد بعملائها بآلة الزمن للذكريات الجميلة الرائعة

حلم يكبر يومًا بعد يوم

 

تقول ريما بإنها شعرت بأن حلمها ينضج ويكبر خاصة وأن العملاء يزداد وطلبهم للجوابات يزداد يومًا بعد يوم، حتى بدأت تضم بعض من أصدقائها لكتابة جوابات بأسماء وهمية حتى نصل بالعملاء لمدي أهمية وقيمة الجوابات وتجديد الشغف بداخلهم تجاه الذكريات القديمة وإعادة احيائها مرة ثانية.

 

وحرصت ريما على توجيه الشكر لأصدقائها الكاتبات الذين وصلوا لـ 7 أشخاص وهم، رضوى محمد ورضوى سمير، ورقة أحمد، وشروق إمام، وأماني أسامة، وهاجر عبد العاطي، وسارة الشيخ، حيث استطاعت من خلالهم بأن تصل لكثير من المحافظات بل ووصلت فكرتها لدول أخرى خارج مصر مثل ليبيا وغزة وفرنسا وألمانيا.

 

احلام ريما تكبر وأفكارها تتطور

كل جواب هديتي للعميل

 

اهتمت ريما بتفاصيل أكثر وإدخال تعديلات وتطويرات لفكرتها وبشكل مجاني، حيث قالت "قمت بإدخال ورد طبيعي مجفف، ودائمًا ما أشعر أن كل جواب هو بمثابة هدية للعميل".

 

وأضافت: "جاءت فكرة شعار جوابات ريما هو صُنع لأجلك، لأن فعلًا كل تصميم شبه صاحبه وبس حتى لو نفس الفكرة، بقدمه شبه صاحب الجواب من اختيار الألوان للتفاصيل، واستلهم أفكار الجوابات من احساسي وشخصية العميل نفسه، وفي عام استطعت أن انفذ 190 تصميم ولا يوجد أي أفكار تمت اعادتها".

 

تجارب إنسانية رائعة وتجارب مؤثرة

 

ولأن الجوابات يوجد بها جزء كبير يختلط مع مشاعرنا تقول ريما إنها تأثرت كثيرًا بالعديد من جوابات الاعتذار التي كان العملاء يطلبونها منها، حيث قالت: "كانت ملفتة جدًا وأثرت في، لأنني رأيت مدى صدق العميل والتفاصيل التي تظهر ندمه وتمسكه بالطرف الآخر، وكذلك جوابات الاعتراف بالحب كانت من ألطف ردود الأفعال وياما اتعزمت على أفراح وخطوبة".

 

ومن التجارب المؤملة حقًا تقول ريما: " في عملاء بيدخلوا يطلبوا مني اكتب لهم واشحن ومش عاوزين يختاروا، لأنهم عايزين يحسوا ان في حد فاكرهم، مش قادرة اتخيل الوحدة وصلتهم لكده وفعلا بكتبلهم والغريب أنهم بيقولولي كأني اعرفهم وانهم كانوا محتاجين حد يقولهم كده، وكل واحد اعتبر جوابه رسالة من ربنا، ولقيتهم محتاجين دعم نفسي.

وتضيف ريما: "الجوابات بجد من اروع الحاجات اللي بتدعمنا نفسيًا، مش مجرد حب وتعبير عن شعور بعينه، وفي الحقيقة أني معتزة جدًا بجوابات ريما لأنها خلتني جزء أصيل من ذكريات ناس كتير".

 

ستظل الجوابات لها جاذبيتها الخاصة

الجوابات لا تزال تحتفظ برونقها وجاذبيتها

 

تؤكد ريما بأن "الجوابات" لاتزال تحتفظ برونقها وجاذبيتها رغم التطور الهائل وعدد التطبيقات التي تحاصرنا لكنها لا تزال لها رونقها الخاص، فالكتابة على الورق من أروع الذكريات الملموسة، والغريبة أنني وجدت طلبات من أعمار بداية من سن ال 18 عامًا وهو الجيل الذي لم يحضر "الجوابات الورقية" بل نشأ على استخدام الانترنت.


وتضيف: "الشعور اللي بيحس اي حد لما بيلمس الجوابات هو شعور لا يمكن وصفه ليا وللعميل، لأن اللي على الورق مش مجرد كلمات مكتوبة ده أثر وذكريات بيخليك تفضل فاكرها".

 

تحمل الجوابات ذكريات جميلة ومواقف مؤثرة

نصيحة ريما للشباب واحلامها

 

حرصت ريما على أن توجه نصيحة للشباب والفتيات حيث قالت لهم: "لا تجلسوا مع أشخاص غير ملهمة وغير مشجعة، فأنا لولا دعم أهلي وأصدقائي لم أستطيع مواصلة طريقي والأهم أن نهتم بالموهبة، ونستفيد منها ونحولها لبيزنس ومتكنش مجرد هواية وخلاص"، كما كشفت عن حلمها وطموحها في المستقبل قائلة: "بحلم يكون عندي ورشة خاصة بيا، وأصدر شغلي لبلاد تانية كتيرة بره مصر".

أحدث أقدم