"الخبرة مش كفاية".. معاناة كبار السن في التوظيف: نشعر بأننا غير لائقين ونصاب بالجنون!

 

معاناة كبار السن في العمل

كتبت – هاجر مجدي

 

لا شك أن مع بداية وباء فيروس كورونا تم تعطيل العمل في كافة أنحاء العالم مما ادي الي غلق الكثير من الشركات وتسريح العمالة وأصبح الكثير يعاني من البطالة لفترة ليست بقليلة، الا ان بعد اتخاذ الإجراءات الاحترازية وبدأ يقل تسجيل عدد المصابين بالفيروس، بدأت الشركات بنشر اعلانات تطلب فيها موظفين جدد للعمل لديها تعويضا عن الخسائر التي سجلتها منذ بداية الاغلاق الكامل في مارس ٢٠٢٠.

 

وبدأ الباحثون عن العمل يتنافسون للحصول علي الوظيفة وذلك بشروط يحددها ارباب العمل وعلي رأس تلك الشروط الا وهي الخبرة ولكن ليست الخبرة وحدها كفيلة للحصول علي الوظيفة، حيث جاء عامل السن من اولويات جهات العمل علي الرغم انهم بحاجه الي الخبرة اكثر من السن خاصة في هذا الوقت.

 

واتضح من أصغر سنا مطلوب للياقته للبدنية على حساب خبراته المهنية وان من هم أكبر سنا غير مؤهلين بسبب شكل أجسامهم التي يرسم الزمن عليها ملامحه وهذا على حساب خبراتهم المهنية الكبيرة "لدي خبرة كبيرة ولم احصل على الوظيفة".

 

سنوات من الخبرة والنهاية عاطلة عن العمل

 

هيذر ديكسون مديرة مشروع ناجح للخدمة المدنية سابقا قامت لمده سبع سنوات بتدريس التاريخ المصري والفيكتوري للاطفال في متحف في ماكليسفيلد، وهي امرأة عزباء تعيش في بيدولف، ولكن في مارس ٢٠٢٠ عندما بدا الاغلاق الاول بسبب الوباء أصبحت هيذر عاطلة عن العمل بموجب عقد عمل بدون ساعات حيث كانت تعمل بدوام جزئي ولا يحق لها الحصول على اجازة

وعندما شاهدت هيذر اعلان عن طلب موظفين في مقهي الصيف الماضي أرادت ان تغتنم الفرصة للعودة الي سوق العمل، وفي مقابلتها تأثرت المديرة بحماس وحاذبية هيذر وقالت لها: "ستكونين مثالية لهذه الوظيفة، ولكن هى فكرتي كيف سيشعر كل من سيعمل معك انه سيكون أصغر منك؟".

 

موقف لا ينسى

 

وعلي الرغم من ان هيذر كانت تعمل كمدرسه في المتحف وكانت تبلغ من العمر ٥٤ عاما وكانت أكبر بكثير من معظم زملائها وذلك اثناء الوباء، تابعت هيذر: لن تكون مشكلة، يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض.

 

وتلقت هيذر الموافقة وطلبوا منها الحضور يوم السبت لكي تتابع النوادل الآخرين وقالوا لها انهم سيرسلوا لها عرض العمل على البريد الالكتروني ولكنها لم تتلق شيئا، وبعد ايام قليلة اتصلت هيذر بالمدير وقال لها نعتقد اننا بحاجه الي شخص أصغر سنا.

 

هل المظهر الجسدي للنساء شرط في الوظيفة؟

 

تقول هيذر ان من أشهر تم تحذيرنا من نقص العماله مع فتح المجتمع بعد الوباء وتم الإعلان عن العديد من الوظائف الشاغرة مايقرب من ١٠٣ مليون وظيفة في الفترة من فبراير الي ابريل من هذا العام

 

وتوصلت الأبحاث الي انه يتم الحكم عليهن بقسوة بسبب مظهرهن الجسدي المتقدم في العمر في العمل مقارنه بالرجال، حيث شعرت هيذر بالاكتئاب بسبب عدم قدرتها علي الحصول علي وظيفة.

 

ولحسن الحظ ان هيذر تمتلك منزلا لكنها لا تستطيع التوقف عن العمل وتقول يجب أن أجد مصدر دخل لا يعتمد علي صاحب العمل وتمثل خطتها الحالية في بيع منزلها وشراء عقار جديد به غرفة مناسبة للتأجير.

 

هل المظهر مقياس أساسي للوظيفة

من الصعب أن تظل متفائلا

 

وفي تجربة أخرى لمعاناة السيدات الأكبر سنًا في البحث عن وظيفة، قامت ديانا جاجليو ٥٣ عاما بتقديم ١٠٠ طلب للحصول على منصب في قطاعات الترفيه والتسلية منذ أن فقدت منصبها كمديرة ترفيهية لشركه سفر عام ٢٠٢٠، وتصر ديانا علي انها ستكون احد الأصول لاي شركة وتقول: "يجب أن يعمل العمر لمصلحتي"

 

وعلي الرغم من ان ديانا كانت تعمل في وظائف مؤقتة، الا انها لم تتمكن من العثور على شيء دائم على الرغم من خبرتها الغنية في إدارة شركه مسرحية قبل أن امضيت ١٤ عاما في شركة السفر.

 

وبعد شهرين من بحثها عن الوظائف سألها مستشار التوظيف عن تاريخ ميلادها، سألته لماذا تحتاجه؟  قال: لأننا بحاجه الي ادارة توقعات أصحاب العمل، وقد لا يرغب البعض في، ثم تجنب الموضوع وأدركت حينها أن عمري هو المشكلة.

 

تأثرت حالة ديانا العقلية وتقول: من الصعب أن تظل متفائلا ومع ذلك فقد مرت ١٣ عاما قبل أن تتمكن من التقاعد أن المدخرات التي كانت تعيش عليها آخذه في النفاذ سريعا، والان تستأجر ديانا غرفة في عقار مشترك وهي عزباء تعيش في بيدفورد وتقول: لقد فقدت ثقتي، لم اعتقد ابدا أن هذا يمكن ان يحدث لي.

 

كبار السن هم أكثر مصداقية وعملا

 

بيفرلي والترس ٦٢ عاما، ام لثلاثة أطفال ومنفصلة تعيش مع ابنتها المبالغة في جنوب لندن، وعندما أصبحت بيفرلي زائده عن الحاجة كمسؤولة في شركه تنظيف كبيرة، تقدمت بطلب إلى ٢٠٠ وظيفة.

 

وفي مارس عام ٢٠٢٠ تم اغلاق مكتب بيفرلي مؤقتا ثم أغلق بعد ذلك بوقت قصير الي الأبد حيث تقول: على الرغم من انها كانت تعمل نع الشركه لمدة ١١ عاما الا انها كانت تعمل بدوام جزئي وكان يحق لها الحصول على اقل من ١٠٠٠ جنية استرليني اجر الفائض عن الحاجة.

 

معاناة كبار السن العمل احباط وجنون

بدأت تصاب بالجنون

 

ومع مرور الاشهر تقول بيفرلي: بدأت اصاب بجنون العظمة قلت للمستشار في مكتب العمل ان الرفض لا يجب أن يكون مرتبطا بعمري ، ولكنه كان صغيرا لم يفهم، وأوضحت بيفرلي انها لم تضع عمرها في سيرتها الذاتية ولكن تاريخها المهني أوضح انها كانت في منتصف العمر وتؤكد: "لست متاكدة من سبب رغبة اي منهم في توظيف شخص اكبر منه سنا و تقول: عندما كنت أعمل وجدت كبار السن اكثر صدقا وعملا دؤوبا".

 

والان تعتمد بيفرلي علي ابنتها وهي ممرضة في الثلاثينات من عمرها وذلك لدعمها، حيث تدفع ابنتها الجزء الأكبر من الإيجار وتقول: "ابنتي لا تمانع لكنها تجعلني أشعر انني غير لائقة".

أحدث أقدم