الحضارة المصرية القديمة وحجر رشيد

 كتبت - مريم محمود 

 

يعد حجر رشيد أحد أهم الاكتشافات على مر العصور، فقد كان مفتاحاً لاكتشاف وحل لغز الحضارة المصرية القديمة، فهو يعد من أشهر الأحجار الأثرية التي تم اكتشافها، هذا وإن لم يكن أهمها وأشهرها، فمنذ اكتشاف هذا الحجر وانتشرت التساؤلات بين الناس عن ما يُكتب عليه، وبأي لغة يُكتب.......إلخ .

 

حجر رشيد,ترجمة حجر رشيد,مكتشف حجر رشيد,رشيد,نص حجر رشيد,سر حجر رشيد,حجر رشيد وفك رموز اللغة,قصة حجر رشيد,شامبليون وفك رموز حجر رشيد,اسرار حجر رشيد,حجر رشيد موضوع,حجر رشيد وثائقى,حجر رشيد الأصلى,فك رموز حجر رشيد,حجر رشيد أين يوجد,شامبليون وحجر رشيد,تاريخ اكتشاف حجر رشيد,كيفية فك رموز حجر رشيد,حجر رشيد وفك شفرة الفراعنة,ما هو حجر رشيد,سرقة حجر رشيد,حجر رشيد فى كنف,حجر,اكتشاف حجر رشيد,حجر رشيد وشامبليون,شرح فك رموز حجر رشيد


اكتشاف حجر رشيد  

 

"حجر رشيد" هو حجر أثري تم اكشافه في 19 يوليو عام 1799 ميلادياً أثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر، كان هناك مجموعة جنود فرنسين كُلفو بأعمال هندسية في إحدى القلاع الموجودة برشيد، فلاحظ "بوشارد" (أحد الجنود ) أن هناك حجر أسود عملاق مكتوب عليه بلغات غريبة كان ملقي بين أحجار البناء، فشعر بأنه قد يكون حجر أثري هام وقام بإبلاغ قيادته على الفور، وتم نشر الخبر فى الصحف الفرنسية المختلفة الخاصة بأخبار الحملة وأطلقو عليه اسم "حجر رشيد" و أمر نابليون في هذا الوقت بعمل نسخة من هذا الحجر ليقوم العلماء باكتشاف اللغات الموجودة عليه.

 

 


بداية الحل

 

عند انتهاء الاحتلال الفرنسي  لمصر وهزيمة بريطانيا لفرنسا تم عقد اتفاقية تنص على خروج الفرنسيين من مصر بشرط تسليم كل القطع الأثرية الموجودة بحوزتهم وكان من ضمنها حجر رشيد، وكانو لا يزالون في محاولات لمعرفة ما يكتب على الحجر ولكن كان موضوع فك الرموز في منتهى الصعوبة لأن هذه اللغات كانت غير معروفة وغير متداولة فى هذا العصر، كان " توماس يونج " العالم البريطانى الفيزيائى محب للغة الهيروغليفية القديمة، وعلى الرغم من إنه فيزيائي إلا أن شغفه جعله يضع يده على بدايه الحل.


وفى عام 1815 اكتشف توماس أن الأشكال البيضاوية الملونة ما هي إلا أسماء الملوك وتمكن من تكوين الأشكال حتى حصل على اسم بطليموس، ولكن توقفت إنجازات توماس عند هذا الحد .

 



حل اللغز

 

قد كان حل اللغز علي يد شخص لم يتوقعه أحد "جان فرانسوا شامبليون" والذى ولد فى  23 ديسمبر 1790 فى فرنسا و لم يلتحق بالمدرسة وتلقى دروسا فى اللغات القديمة وكان حبه للغات شديداً ،حيث كان قادرا على قراءة الكتب اليونانية القديمة بالكامل فى عمر الـ 9 سنوات وبدأ ينمو شغفه و يزداد بعلم المصريات، تمكن من الحصول على نسخة مقلدة من حجر رشيد، وبدأ يواجه مجموعة من الافتراضات حول كيفية فك رموز الحجر وكان أولها هل اللغة الهيروغليفية مثلها كمثل أى لغة من اللغات الحية تعتمد على أبجدية ثابتة ومجموعة من الحروف، أم تم بنائها على علامات وقيم صوتية؟ ،وثانيها هل اللغات الثلاث المكتوبة على الحجر تمثل 3 نصوص مختلفة أم نفس النص حتى تتمكن جميع الطوائف من فهم المكتوب؟  وتوصل في النهاية بأنه نص واحد وبدأ فى مقارنة النص اليونانى بالنص الهيروغليفى ومقارنة الكلمة اليونانية بالرمز المقابل لها في الهيروغليفية، وأخيرًا نجح فى فك رموز حجر رشيد الذى يعتبر المفتاح لاكتشاف الحضارة الفرعونية القديمة، و لكن هذا النجاح لم يأت من فراغ أو بجهد " شامبليون " وحده ، حيث استعان بكاهن قبطى مصرى يدعى "يوحنا الشفتشى " لمساعدته فى فك رموز اللغة الهيروغليفية وذلك عن طريق ربطها بقواعد اللغة القبطية ،  لأن  " شامبيلون " آمن بأهمية اللغة القبطية وأنها التطور الطبيعى للغة الهيروغلفية، لذا افترض أن معرفته للغة القبطية سوف تساعده كثيرا فى فك رموز اللغة الهيروغليفية وقد صح ما اعتقده .

 

الرسالة

 

إن النص المكتوب على حجر رشيد ما هو إلا رسالة من كهنة الفراعنة إلى الملك بطليموس الخامس، حيث كانت مصر فى هذا الوقت تحت حكم البطالمة، وصدرت الرسالة عام 196 قبل الميلاد عن طريق كهنة مدينة منف ليقوموا بشكر الملك على خدماته الكبيرة التى قدمها للشعب وكهنة المعبد على وجه التحديد، وكان بطليموس محسن للعاملين في المعبد وعامة الشعب وكان يحترم المعتقدات الدينية المصرية على الرغم من أنها لم تكن ضمن ثقافته ولا معتقداته الدينية. كما قام فى فترة حكمه بإلغاء العوائد والضرائب حتى يعيش الشعب في سلام ورفاهية، كما بدأ بتحرير الأشخاص من السجون الذين كانوا يقيمون لفترة طويلة وأسقط عليهم كل الأحكام، كما حقق المساواة والعدل لكل أفراد الشعب. فجلبوا الكهنة أحد الأحجار البركانية من نوع " البازلت الأسود " ونقشوا عليه نص رسالة الشكر ، ونظرًا لأن الملك لم يكن يعرف اللغة الفرعونية بشكل جيد، فقسموا النص إلى ثلاث لغات  وهى "الهيروغليفية، الديموطيقية، اليونانية القديمة "، ويظل ذكرى اكتشاف حجر رشيد ذكرى عظيمة للحضارات ولمصر على وجه الخصوص، ولا يزال حجر رشيد معروضاً حتى الآن فى المتحف البريطانى ويعتبر الأثر الأكثر اهتماما من الزائرين حتى اليوم.

Post a Comment

أحدث أقدم