كتبت – مريم محمود
(النجاح)
دائماً ما نسمع كلمة النجاح من شخصيات معروفة ونتجاهل النجاحات الصغيرة التي
نصنعها كل يوم لأنفسنا لنزداد خبرة، ودائمًا ما يرتبط مفهوم النجاح عند بعض
الأشخاص بالمال أو الشهرة ........ إلخ.
لكن النجاح
الحقيق هو تخطي مرحلة معينة مهما كانت صغيرة، تطوير الذات والعمل على إكمال نواقصنا،
فمفهوم النجاح لا يرتبط أبداً بالإنجازات العظيمة إلا إذا آمنا أنه يجب أن نمر
بجميع هذه المراحل الصغيرة، فنحن دائماً نري النتائج وهي الأشخاص الناجين لكن لا
نري الكواليس، لا نري سقوطهم، لا نري انهيارهم، و لا اهتزازاتهم الداخلية بنفسهم.
ما يريده القدر
سوف نتحدث
اليوم عن شخصية حاربت الظروف وتحدت قدرها لكي تحقق ذاتها في المجتمع، "
نورهان الرياني " نورهان كانت طالبة بسيطة إلتحقت بالصف الثالث الثانوي شعبة
علمي علوم لعام 2016 و هناك أحلام قد وضعتها لنفسها مثلنا جميعاً.
وقالت عن أهدافها
وتخطيطها المستقبلي : (انا كنت طالبة عديت أيام الثانوية في روتين من
الضغط والتعب و الإرهاق ، وكنت حاطة حدود لطموحاتي ويمكن دا كان عيبي وقتها وقررت
لو مدخلتش صيدلة أدخل تربية قسم إنجليزي لأني من محبين الإنجليزي) . ولكن حدث لها
ما لم يكن في الحسبان و مالم تكن تتوقعه فقالت : (مكنتش اتوقع إن تضيع مني سنة ظلم
و اشيل 3 مواد و كانت اول صدمة ف حياتي )
بداية المشوار
تأقلمت
نورهان مع وضعها وغلبها قدرها وأنهت الصف الثالث الثانوي، وقررت أن تسلك طريقها
فيما أراده الله لها، وقالت إن بالنسبة لها الإلتحاق بالكلية هو نصف الطريق في مخططاتها،
فقالت: (كان عندي إحساس دائماً إن دخول الكلية هو نص المشوار بالنسبة لي، ولكن
اللي مكنتش اتوقعو إن النص الثاني هيكتمل لما أدخل قسم اجتماع فى الكلية بعد ما
حولت من قسم لغات شرقية لأني ملقتش نفسي فيه).
وهي خريجة كلية
كلية اداب جامعة دمنهور قسم اجتماع دفعة 2021/2022، بدأت نورهان العمل علي تطوير ذاتها
وإكتساب الخبرات مِن مَن حولها فقالت ان اول ما قامت بفعله هو الإنصات لمن هم أكبر
منها لامتلاكهم الخبرة الكبيرة علي مدار حياتهم، ثم أضافت أنها أخذت دورات في
مجالها الحالي وهو (الصحافة) و مجالات أخري لكي تكون مُلمة بجميع المجالات ثم بدأت
في ممارست كل شيء تعلمته، وبدأت تشق نورهان طريقها وكانت معتمدة على ربها اولاً ثم
قدراتها و أصبحت الآن محررة صحفية.
الفرصة
بعد إلتحاق
نورهان بالكلية عُرِض عليها أن تدخل مجال الصحافة فقالت: (حسيت إن ده المجال اللي ينفعني)،
وأضافت أنها شخصية فضولية تحب المغامرة ومتابعة الأحداث وتقصي الحقائق و أنها تعرض
منذ صغرها لمواقف عندما تذكرتها تأكدت أن طريق الصحافة هو المناسب لها.
قالت أيضاً
أن من أوائل الداعمين لها كانو أسرتها (بابا و ماما ديماً كانو واقفين في ظهري و
بيقوموا بدعمي في كل شيء) و أضافت أن أستاذها ومُعلمها كانت أيضا من خير الداعمين لها
و مازال، الأستاذ " سعد زيدان " مدير مكتب الأخبار المسائي بالبحيرة.
الصعوبات
قالت إنها
واجهت صعوبات لا تُعد ولا تُحصي حيث قالت: (قابلت صعوبات كتيرة جداً سواء في
الثانوي او الجامعة او حتى في شغلي وإلى الآن بتواجهني صعوبات في شغلي بس بحاول
اطلع من كل عقبة بخبرة وحكمة وعقلانية وصبر اكتر).
قامت نورهان
بتقديم نصحيه عبارة عن خلاصة لتجاربها لمن يصغرها في السن فقالت: ( ناس مرت و هتمر
بنفس التجربة من ظلم وضغط وعدم تفهم من الناس ، انصحهم اولاً أن يتوكلوا علي الله
ثم يجتهدوا ويعملوا اللي عليهم ).
و أوصتهم أن
لا ييأسوا إذا مرو بمرحلة من الفشل أو عدم تحقيق لأحلامهم لأن الله يختار لنا أحسن
اختيار يناسبنا، و أن لا يكترثوا لكلام الناس لان الناس لا تقوم إلا بنشر الطاقة
السلبية و الإحباط فقط (الناس ممكن تحطمك
بكلامها بقصد أو من غير قصد يحطموك معنويا فيتحطم مستقبلك ) وهذه كانت أهم نصائحها
لأصحاب التجارب القادمة مع تمنيها بدوام التوفيق والنجاح لهم .