بداية الكفاح
قدري أنور رجل مصري مكافح وفنان تشكيلي يبلغ من العمر ٥٠ عامًا، يعمل في مجال النحت، بدأ قدري قصة كفاحه مع موهبته في المرحلة الابتدائية؛ فكان دائمًا يرسم وقد ألحقه معلمه بمسابقة رسم حصل فيها على المركز الأول على مستوى المحافظة.
الرسم يصبح مصدر بسيط للدخل
بسبب الظروف اضطر قدري أن يعتمد على نفسه في سن باكر؛ ولأنه كان بسيطًا فكان يرسم ويصرف على نفسه من صغره، ورغم أن المسافة من بيتهم للمدرسة كانت كبيرة كان يمشي على قدميه وعندما يعجب برسمة يجلس على كرسي ويرسمها.
الفنان والتفوق الدراسي
كان قدري متفوقًا في المدرسة ويحصد دائمًا المركز الأول؛ برغم أن ظروف المذاكرة كانت صعبة حيث كان يذاكر على اضاءة لمبة الجاز، وفي الصف الثالث الاعدادي وبفضل تفوقه أصبح الأول على الجمهورية وحصل على شهادة ومكافأة ٢٠ج، وقد التحق بالصنايع بسبب كثرة مصاريف الثانوي مع حفاظه على موهبته.
ذكريات مؤثرة في حياة قدري
كان قدري قديمًا يرسم الخلفيات في استوديوهات التصوير، وكان يشتري كتب عن الرسم والدين والتصوير؛ كما أنه احتفظ بكل هذه الكتب ويعتز بهم، وبجانب هذا كان يرسم على زجاج الشبابيك مما كان يعطي إضاءة جميلة في ضوء النهار، كما وكان يرسم مناظر طبيعية فى بيوت أصدقائه.
عندمت التحق قدري بالجيش رسم صورة لقائده وقد نالت الرسمة إعجاب القائد وجعله يرسم له في منزله، ثم سافر للسعودية وهناك كان يرسم على عبائات حريمي ونجح في هذا.
النحت يصبح جزء من حياة قدري
ظل قدري يرسم العديد من البورتريهات والمناظر الطبيعية ورسومات الزجاج حتى ينفق على نفسه، وقد قام بتجربة العديد من الفنون حتى وصل للنحت الذي أصبح أحب الفنون لقلبه ومصدر رزقه، وبعد ما كان يرسم المناظر الطبيعية أصبح ينحتها أيضًا.
بعد
انقضاء فترة الجيش اتجه بالسفر للأردن وعمل هناك وكان سوف يشترك في معرض الفنون
التشكيلية في أحد الفنادق لكن أحد العاملين بالمعرض استغله وقام بأخذ اللوحات
ثم
قام بقضاء فترة في الأردن يعمل في رسم المناظر الطبيعية في المنازل وتم العرض عليه
ليعمل رسام في البورتريهات في استوديو وهذا الاستوديو كان مالكه المصور الخاص
للملك حسين رحمه الله
وظل
فترة في الأردن ثم عاد إلي مصر واستغل خبرته في الأردن للعمل في مصر ثم اتجه إلي
السعودية وقام بالرسم في الڤيلل والقصور والاستراحات ثم عاد إلي مصر مرة أخرى واستقر
فيها وجمع كل خبراته من الأردن ومن السعودية للعمل في بلده مصر ثم سافر إلي
الإمارات وتحول فكره إلي تنسيق الحدائق واتجه أكثر إلي مجال النحت الجداري ونحت
الميادين وكان أسلوبه المتميز أثار الجدل عليه ودعوه في برنامج أماسي علي قناة
الشارقة لعمل لقاء تليفزيوني معه ثم بعدها بفترة عاد إلي مصر واتصل به صديق وعرض
عليه المساعدة في عمل مشروع في بور سعيد وقام ببعض الأعمال هناك منها الحديقة
الدولية ومدخل بور سعيد المنفذ الإماراتي وحديقة المشير طنطاوي، وتم ذكره في كتاب المؤلف حسين قدري
كتاب مذكرات سائح مصري في مصر
حيث
ان الفنانة مارجريت الفنانة التشكيلية والأستاذة في كلية الفنون الجميلة بعدما
شاهدت رسوماته هو ومعظم أصدقاؤه وأثارت دهشتها قالت إن مستواهم الفني لا يقل عن
مستوي تلامذتها في كلية سانت مارتن للفنون الجميلة في تشيرنج كروس في لندن وان كل
واحد منهم رسوماته أفضل من الآخر ولو استمروا في الرسم فسوف يكونون فنانين ممتازين
فعلا في المستقبل القريب وسوف يموتون جوعاً لو تفرغوا للفن لأن الفن الجيد في أي
مكان في العالم لا يكفي صاحبه لأن يأكل 3 وجبات في اليوم ثم تباع لوحاته بملايين
الجنيهات والدولارات بعد أن يكون هو قد مات من الجوع وشبع موتا
صعوبات في حياته
وعن الصعوبات التي واجهها في حياته عندما أصيب بكورونا وكان بين الحياة والموت، لكنه ذهب للعمل وأنبوب الأكسجين رغم تعبه الشديد حتى لا يحتاج لأحد ولم تتركه زوجته لحظة واحدة.
فتحية وتقدير منا لقدري الرجل المصري المكافح الذي نحت حياته في الصخر رغم الصعوبات والظروف، وكان لمن حوله نعم الابن والزوج والأب والأخ والصديق .
إرسال تعليق