كتب – عبد الرحمن خليل العازمي
نعمة من نعم الله علينا أن جعل لنا اصدقاء في هذه الحياة نحتاج إليهم فنلجأ
لهم ويحتاجون إلينا ويلجؤون لنا.
نعم كما يقال إن الصديق وقت الضيق، أو رب أخ لك لم تلده أمك، و غيرها
الكثير من الأقوال المأثورة عن الصداقة و الصديق و الاصدقاء، ... إلخ .
ولكن ليس كل الاصدقاء اوفياء أو يستطيعون أن يقدموا لك المساعدة أو الإعانة
على الخروج من المشاكل التي تواجهك فمنهم الأوفياء و منهم من يلبس قناع الصداقة.
المواقف التي تمر بها و المشاكل التي تواجهك و تقع فيها هي وحدها التي تكشف
لك الصداقة الحقيقية من المقنعين و هي من يسقط الأقنعة عمن يلبس قناع الصداقة.
أردت أن أورد في هذا المقال بعض المواقف التي جعلتني أعرف الصديق الحقيقي
من المزيف وهي التي أسقطت الأقنعة عن وجوه الأصدقاء المقنعين.
قبل عدة سنوات كان والدي في المشفى و قرر الطبيب المعالج له عملية جراحية
باهظة الثمن و لم أجد المال الكافي و بدأت أبحث عن الحلول حتى وجدت شخص صديق أبي و
تربطه علاقة مع مدير المشفى و قام بالاتصال لصديقه و قال : لي اذهب الى صديقي هو
يقوم بالواجب فذهبت إليه و قال لي :تم إعفاء والدك من دفع رسوم العملية تقديراً
لصديقي .
و أيضاً في مرة ذهبت أنا و أخي إلي شخص يقطن بعيداً عن قريتنا في منطقة
خلوية و بعد وصولنا المنطقة لم نجده و وجدنا شخص يحرس الآليات التي يملكها صديقنا
و اتصلنا به فجاء الرد أن هذا الرقم مغلق و قال لنا الحارس أن صديقكم يأتي بعد شهر
كامل قررنا العودة و لكن لم نجد ثمن تذكرة السيارة التي توصلنا إلى مكتب السفر و
لا يوجد شبكة اتصال في المكان لأنه خلوي و فجأة جاء أحد سائقي السيارات و قال لي
ما بك و عندما أخبرته قال لي أنا سوف اوصلك و مازالت صداقتنا قائمة إلي الآن .
و هنا موقف آخر في يوم كنت افكر في عمل مشروع خاص بي و لم أجد المال و بدأت
أبحث و اتصل باصدقائي و لم أجد لديهم القدرة على دفع المبلغ و كدت أفقد الأمل و في
نهاية المطاف تذكرت صديق لي وهو كان يقطن في مكان قريب من المشروع و عندما أخبرته
قال لي : ( ولا يهمك الآن ادفع ليك المبلغ المطلوب) و تم تحويل المبلغ و عندما قلت
له متي تريد أن اسدد لك المبلغ قال لي إن المبلغ هدية لي
وغيرها الكثير والكثير ولكن حتى لا أطيل عليكم وأخشى عليكم من الملل أتوقف
هنا واريد ان اقول لكم أن المواقف كثيرة ومتنوعة.
أحياناً تكون المواقف مادية أو معنوية أو عاطفية وغيرها، وأحياناً نكون
نحتاج إلى المال أو إلي رفع المعنويات أو إلي من نتحدث إليه لكي تضمد جراحنا، والمواقف
وحدها هي من تكشف المزيف من الحقيقي.