كانت قورينا في الماضي حورية جميلة تتربع على عرش منطقة الجبل الأخضر البديعة شرق ليبيا وأصبحت اليوم شحات التي ماتزال خصبة خضراء رغم أفول حضارتها القديمة فأضحت مدينة أثرية تجذب الزوار من كل مكان، فإذا كنتم من عشاق السياحة الأثرية فستكتشفون مايبهركم ومايمتع أعينكم.
تاريخ عريق
زيوس .. أبولو وشقيقته ارتميس التوأم قطعة من روحه ..كانت طقوس عبادة أبولو تقام في معبدها بقورينا الذي سبق إنشاؤه إنشاء معبد شقيقها الذي كان أعظم صرح بني في المنطقة برمتها.
ثلاث مدن عملاقة حرم أبولو، معبد زيوس ومنطقة الآجورا بناها الإغريق في القرن السابع قبل الميلاد بعد أن ضرب الجفاف موطنهم، فاستشارو الإله أبولو إله الشمس و الموسيقى ..إله النبوءة والشفاء أن يدلهم على مكان خصب يستقرون فيه فكان جوابه ..قورينا ..شحات اليوم ..نبع أبولو وعلاقته بقصة وصول الإغريق إلى شحات وترحيب الليبيين الأوائل بهم .. كانوا يثنون على قورينا قائلين لهم ..هنا يمكن أن تجدوا الأمان ..هنا حيث الخصب والمطر ووفرة المياه أسس أولئك المستوطنون الجدد مدينة عظيمة ومتكاملة.
معالم المدينة
الكابيتوليوم وغيرها من المعابد .. أطلال تركها الزمن شاهدا على مدى تمسك الإغريق بتلك الكوكبة من الآلهة التي مازال صيتها ذائعا إلى الآن .. أطلال برهنت على عظمة تلك الحضارة.
الحمامات الإغريقية .. حمامات فريدة من نوعها
..نحتت في الصخور.. أنشئت في القرن الرابع قبل الميلاد التي تتزين أرضيتها بأجمل
لوحات الفسيفساء والمسرح الموجود في حرم
أبولو وهو مسرح إغريقي بالأساس، إلا أن الرومان حولوه فيما بعد إلى حلبة مصارعة.
كان داخل المعبد
تمثال لزيوس حجمه أكبر من حجم الإنسان الطبيعي باثنتي عشرة مرة.
قدم في العصر الروماني الإمبراطور أغسطس نسخة طبق
الأصل لتمثال زيوس الشهير الذي نحته النحات فيدياس، فيما قدم أباطرة آخرون هدايا
مشابهة ولم يتبق منه سوى الرأس وبضعة أصابع من اليد وهي معروضة في متحف المنحوتات
في شحات.
الآجورا.. أهم
معالم شحات مثل حرم ديميتر ومعبد أبولو نموفلاكوس وقبر باتوس والنصب التذكاري
البحري والأروقة والمذابح والمسرح
الهلنستي أو الأوديون
مقبرة قوريني
التي تتكون من مجموعة كبيرة من المقابر والقبور المتنوعة متوزعة بين الجبانة
الشمالية والجبانة الشرقية والجبانة الغربية والجبانة الجنوبية ولعل أهمها الجبانة الشمالية التي يمكن الوصول
إليها بسهولة لأن جزء منها يطل على الطريق الرابط بين شحات وسوسة.
من هو زيوس ؟
زيوس ويُلقَّب عند الإغريق بـ “أب الآلهة والبشر” وفي عقيدتهم الدينية هو أب الآلهة والبشر فهو الذي يحكُم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوريث وهو إله السماء والصاعقة في الميثولوجيا الإغريقية، نظيره الروماني هوجوبتير ونظيره في الميثولوجيا الهندوسية هو إندرا وفي الإيتروسكانية الإله تينيا وتكمن قوة زيوس لدى الإغريق في حكمه لقوى الطبيعة الرهيبة التي كان الإغريق يخشونها كالبرق والرعد والسماء.
في العصر الروماني قدم الإمبراطور أغسطس نسخة طبق الأصل لتمثال زيوس الشهير الذي نحته فيدياس، في ما قدم أباطرة آخرون هدايا مشابهة، ولم يتبق من هذا التمثال سوى الرأس وبضعة أصابع من اليد وهي معروضة في متحف المنحوتات في شحات.
معبد زيوس
معبد زيوس في قورينا أو "معبد زيوس في شحات" يعد أكبر معبد إغريقي في ليبيا، خصص لزيوس كبير الآلهة الإغريقية وهو أكبر حجما من البارثينيون في أثينا ويعتبر ثاني أكبر المعابد على لائحة المعابد المخصصة لعبادة كبير الآلهة اليونانية، بعد معبد ومذبح "زيوس" و"هيرا" بمدينة أوليمبيا المقدسة.
شُيد المعبد
آنذاك بأعمدة ضخمة على الطراز الدوري الكلاسيكي، ثم هُدم عقب تمرد اليهود في
المدينة بين عامي 116 و 117 بعد الميلاد، ثم أُعيد بناؤه على يد الإمبراطور
كومودوس.
تبلغ مساحة المعبد 70 * 32 مترا بصفين من الأعمدة الدورية الكلاسيكية وكان بالمعبد تمثال لزيوس حجمه أكبر من حجم الإنسان الطبيعي باثنتي عشرة مرة.
إرسال تعليق