رائحة رمضان.. بقلم: إسراء عمران

فانوس رمضان



رائحة شهر المحبه تزداد يوماً بعد يوم ويزداد معها شوقنا لشهر البركه ،  اعز ما استقبل هو هذا الشهر ، ما أفسدته شهور العام في أرواحنا المثقلة ، تصلحه ايام هذا الشهر الكريم ، شهر رمضان المبارك ....


دائماً اتسأل مع نفسي كثيراً ومع عائلتي ! عن توقيت رمضان ؟! 

يدهشني كثيراً توقيت رمضان !؟


لأنه يأتي كل عام ، وكأنه ميعاد مُقدر بالثانية مع حجم الطاقة التي نمتلكها ، مع فقدان اخر ذرة من طاقتنا ، مع كثرة احتياجاتنا النفسية ، وغير النفسية ، مع تقصيرنا الديني ، وشتاتنا الفكرى وحيرة قلوبنا ، وتزاحم الأحداث في حياتنا ! 


دائماً يأتي رمضان في موعده المناسب بالثانية ! 


هل تعلموا أن شهر رمضان هو الشهر الذي تظمأ فيه الحناجر ، وترتوي فيه القلوب ، وتفرغ فيه الأمعاء وتمتلئ فيه الأرواح ، ويوهن فيه الجسد ويقوي فيه الإيمان ، وتفتر فيه الحركه وتشتد فيه العقيدة ....


انا احب رائحة الشوراع في رمضان ، انا احب رمضان ، واحب الهدوء في ايامه ، والخشوع في لياليه ، احب سكينة الليالي العشر ، احب تلك الطمأنينة في صلاة التراويح والقيام ، احب دعواتي المرسلة إلي السماء ، احب أمنياتي التي استودعها للحي القيوم .... 


لم يتبقي علي رمضان سوا التوبه ، التوبه التي تخلصك مما يحرمك العطاء ، رمضان يأتي دائماً في وقته المناسب ، وفي موعده المضبوط ، يأتي عندما تكون انهكتنا الحياة تماماً ، وارهقتنا احلامنا العنيده ، ووصلنا حدنا للركض والبكاء ، يأتي ونحن نزحف من التعب ...


وكأنه بداية الامل ، بداية التقرب من الله ، بداية البهجة ، بداية اليقين بالله ....


كنت في سنة 2019 م 


كنت صغيرة السن ومازالت ، ولكن كنت منهكة تماماً ، لقد تم استنزاف قوتي بالكامل ، تم استنزاف صبرى ، تم استنزاف مشاعرى ، كنت في فترة لا يقل عنها انها مثل الكابوس ، لا اعلم متي سينتهي ، انه كابوس مزعج جدا ، كابوس لا ينتهي ، بل انا الذى تم انهائى ، ولكن كان علي اقتراب شهر رمضان المبارك ، رأيت عائلتي تزين الشارع والمنزل بزينة رمضان ، وصوت الاطفال في الشارع مهلل بقدوم هذا الشهر ، وصوت الالعاب الناريه في الشوراع معلناً عن اقتراب موعد الشهر الكريم ، كنت ابكي كثيراً اريد الاحتفال معهم ، اريد معجزه تجعلني ابتسم علي الاقل ، ولكن انا فقدت الامل ، وفقدت فرحتي ، ولكن الله لا ينسي عبده أبدا ... ماذا حدث ؟ 


مع دخول هذا الشهر تقربت الي الله أكثر وأكثر ، اصبحت اشعر براحه كبيره في قربي اليه ، اصبحت اقرأ قرأن كثيراً واشعر بالسعادة من داخلي ، أصبحت ارى ان الحياة بالقرب من الله شئ جميل ، كنت ادعي كثيراً بكل ما اتمني ، كنت اتمني ان كل ما بداخلي ينتهي ، وبالفعل تمر الايام وليست بكثيره ، نور طفيف يأتي ل ينور كل شئ ، كل امنياتي الثقيلة تحققت ، كل ما كنت اتمناه ولم احصل عليه صار بالقرب لي ، روحي توهجت من جديد ، كنت ادعي كثيراً باشياء كثيره ، ولكن لم تحدث لي فسأمت من هذا ، ولكن كان شهر رمضان هو شهر الدعوات المُجابه ... اخبركم بسر ؟! امممم ! سوف اخبركم 


أشعر بالسعادة كثيراً في هذا الشهر اكثر من اي شهر مضي ، لأني حصلت علي ما انتظر ، نعم كنت ادعي الله كثيراً ان احصل علي زوج صالح عاجلاً وليس اجلآ ، كنت ادعي الله كثيراً ان يأتيني بفرجه لاني انتظره ، كنت ادعي الله كثيراً ان يجعلني أطمئن ، كنت ادعي الله كثيراً اني لا اريد ان اصبح وحيده ، وها الأن ، حصلت علي كل هذا ، على صورة انسان ، نعم حصلت علي الشخص الذي كنت أدعو الله به دائماً ، حصلت علي الاطمئنان ، حصلت علي الحب ، حصلت علي الراحة ، حصلت على العوض الذي جعل من روحي تتوهج أكثر ما كنت اتمني بكثير ، وها الأن ، احتفل بقدوم الشهر الكريم ، مع من دعوت الله كثيراً للحصول عليه ، ولكن لم اعلم انه هو ولكن الله رزقني به ... 


لا تيأسوا ، ولا تقنطوا من رحمه الله ، تقربوا الي الله أكثر وأكثر ، انفضوا عن قلوبكم وعقولكم غبار الغفله ، ولعل الله سيستجب لدعواتكم في هذا الشهر الكريم ، اتمني من الله ان يسعدكم الله ، ويعيطكم ما تتمناه قلوبكم ، وتأكد بأن الله سيفاجئك بما يملئ فؤادك بالفرحه التي لا يعكر صفوها اي شئ ، اللهم بلغنا رمضان لا مفقودين ولا فاقدين ، اللهم بلغنا رمضان سالمين مطمئنين .... 


كل عام والامة الاسلاميه بخير ...

أحدث أقدم