![]() |
لم يبقى لطاقتي اكتفاء |
كنت أعد الساعات دون
حساب... أترقب الطريق راعيتا قدوم الرفاق... سمعت صوت المكابح ورأيت أحدهم يقترب
من الباب:
_ها قد أتيت... حسنا قم بإيصال
لو لم تر في ذلك عناء...
_سيقيلك من شددت به عضدي عند
البلاء... إنه عند الباب
استغربت ولكن تداركت...
نظرت له نظرة ارتباك وكان على مبسمي ضحكة استقبال ... كان يقف بعيدا عن الباب وقد
لمحت فيه من صفات ما يلفت الانتباه... ألقيت التحية وردها لي باستغراب لم أملك
الجرأة للاقتراب لكني صعدت السيارة وقد كان بالجوار أحد الأفراد...
صعدت ولم أسمع صوته
حتى، نظر للطفل الذي بيننا وداعبه منتظرا منه الجواب... لوهلة طرق في أذني صوت
ضباب "متزوج وقد لاق به خلق الآباء"
التفت للولد وبصوت
مباح...
_عسى الله أن يجعله لك من
البنين الصالح
ابتسم باستهزاء وبملامح
مخبأة ردد أول الكلمات...
_أنه ابن فلان
زال الخوف من قلبي
والتفت إلى الشباك وعلى ثغري ابتسامة خداع... تعمدت المجاملة حتى ألقى منه
الجواب...
مرت الأيام وسمعت أحدهم
يسرد أحداثا... تغابيت بالسؤال:
_أين فلان أذكر أنه بالأمس
بيننا واليوم هو في دفتر الغياب...
رد علي من كان له
مغتاب:
_لا أعلم قد يكون منشغلا
بالأعمال
رسمت على وجهي إشارات
التعجب والاستبلاه وزدت في جرأتي بالسؤال:
_ليس له زوجة أو أبناء أظنه
وحيدا دون رفاق...
زادني من الجفاء كيلا
ودون عناء وكان متلهفا و متعمدا لقول البلاء:
_ولكن تسكن بخاطره أحد الملاح
ستكون صاحبته في أول أيام الزهاء... لعلك لم تلاحظي أو تعلمي بمواعيد الاحتفال...
وبصوت يملؤه اللامبلاه:
_لعله بالخير والهناء... كم الساعة الآن أتكلف عناء العمل ولم يبق لطاقتي اكتفاء...