كلماتٌ ذابلة.. بقلم: منة الله ياسر


يمشي الفُؤاد ذو الخطوِ الوئيدِ

نحوَ سُبل الهلاكِ بإصرارٍ شديدِ

يرنُو للحياةِ وما الحياةُ إلَّا

فُتاتُ وجدٍ من جِفانِ الثريدِ

يُلملمُ أشتاتَ الذكرياتِ قهرًا

ويهاجِرُ نحوَ الماضِي البعيدِ

ماضٍ حيثُ الخيباتُ أقسى

من شتاءٍ عاصفٍ بطفلٍ وحيدِ

يبحثُ عن شرارةٍ كانت تُسمى

دفءَ الوِدادِ أو عَن أبياتِ القصيدِ

يُضمد جراحَ الخذلانِ حينًا

وحينًا يحِنُّ للحُبِّ الوطيدِ

المرءُ يسعدُ إذا ما قد تغنًّى

أحدهُم بماضيهِ ذي الفرحِ الشريدِ

ثم يعودُ لواقعهِ ويغرق

في بحارِ خيبتهِ والحزنِ العتيدِ

والرُّوحُ تَهِشُّ كأوراقِ الخريف

والمظهرُ أقسى من ألواحِ الحديدِ

كذلك تنهمرُ شلالاتُ المساجِم

وتنسابُ بسلمًا للقلبِ الضميدِ

لو كانتِ الخيباتُ رُمحًا لكُنَّا

 أكثر من عانوا من نزفِ الوريدِ

ولو كانت الجُدران تنطق

لشهدت على انهيارتِ القلبِ الوصيدِ

نحنُ من ضجَّت محافِلُنا

بحُسنِ الأخلاقِ والفكرِ السديدِ

ونحنُ أيضًا من أبحرت زوارِقُنا

فحطمتها أمواجُ بحرٍ من جليدِ

أحدث أقدم