![]() |
كريم السبع |
مهما مر الوقت وتغيرت الأشياء من حولنا، سيظل هناك ثوابت لا يمكن مهما حدث أن نغيرها، فالشمس عندما يمر عليها سنوات وسنوات ستظل شمسًا بحرارتها المرتفعة تارة بحرارتها المنخفضة تارة، بضوئها بفوائدها بأضرارها، وطبيعة الإنسان كما خلقها الله وفطرته، تحتم علينا معايير وقيم معينة كالأصالة والمودة والمحبة مهما وصل من مراتب ستظل البساطة والقناعة والتواضع شيم وصفات إنسانية لا يصل إليها إلا إنسان سوي إنسان تربى على حب الآخرين ومساعدتهم.
وقصة صديقي العزيز كريم السبع - كما يٌحب أن نناديه- وهذا الصديق الذي اعتز
بمعرفته لسنوات وجدت به تلك الصفات الأصيلة فمهما وصل لا يزال يحافظ على معدنه، بل
وقصته وكفاحه وسعيه الرائع نحو حلمه وهدفه عاصرت بدايتها وكيف عانى لكي يصل كانت
رحلة شاقة وممتعة ومثيرة مليئة بكافة المشاعر..
لا أزال أتذكر فيلم "الباشا تلميذ" للبطل كريم عبد العزيز الذي
دخلته في السينما مع صديقي كريم، ولا اعلم بأن هذا الفيلم قد تحدث مشاهد منه في
الواقع، وكأن كريم حينها كان يتخيل نفسه وتوحد مع الشخصية بدرجة كبيرة جعلته يأخذ
صفاتها واحلامها وطموحاتها وليست اسمها فحسب.
لم اعلم ان حلم "ضابط الشرطة" كان يحاصر كريم لسنوات وسنوات منذ
أن كنا أصحاب الخامسة عشر عامًا، ولا اخفيكم سرًا عندما مرت السنوات كنت أخاف وبشدة
من أن يتغير أو قد يتأثر بهذا العالم لكن عندما كبرنا ومرت السنوات أكثر علمت
وتأكدت بأن كل مجال به الصالح والطالح، كل مجال لا يخلو من الخير والشر هذا الصراع
الأبدي الذي وجد منذ بداية الحياة على الأرض.
ورغم ما وصل إليه ووفقه الله في تحقيق أحلامه والتحق بكلية الشرطة وتخرج حتى
عمل بشكل رسمي في الشرطة، وصار الباشا كريم وليس مجرد حلم وطموح، لا تزال سمعته الطبية
تلازمه في كل مكان يخدم فيه، وفي كل محافظة يذهب إليها، وتجاه كل شخص يتعامل معه..
وكأنه يعطي درسًا بأن الأشخاص معادن لا تغيرهم مسميات ولا تغيرهم ظروف.. يظلون على
مبدأهم ويتمسكون بقيمهم مهما حدث..
رحلة كريم لا تخلو من الصعوبات بل وكأن الصعوبات تلازمه في حياته لكنه
يقابلها بصدر رحب وبابتسامة وبتحدي كعادته، فالشخص عندما يصل لمراتب اعلى تزداد
مسؤولياته وتزداد الصعوبات في حياته وليس كما يظن البعض..
يا كريم افتخر بمعرفتك وصداقتك.. فأنت حقًا كريم الخلق كريم العطاء فاسمك "اسم"
على مسمى.. أتمنى لك ولأسرتك كل خير وأن تحقق ما تتمناه وأكثر بإذن الله.. حفظك
الله..