جاءتني رسالة وللأمانة
ولا اخفيكم سرًا كنت استعد نفسيًا واضع في ذهني بانها رسالة تقليدية مليئة
بالضغوطات ومتاعب الحياة، ومليئة بالطاقة السلبية التي على أن احتويها واعالجها أو
على الأقل اخفف من شدتها على أي شخص يرسل لي مشكلته..
وبطبيعتي عندما تحدثت
مع صاحبة الرسالة وصاحبة المشكلة، بدأت بتركيزي على مناطق ومواطن القوة بداخلها
كما افعل مع أي شخص لكي اعزز ثقته في نفسه لكي اشعره بأنه يملك من القدرات
والامكانيات التي تجعله يتغلب على مشكلته بنفسه ويساهم بنفسه في حلها وعلاجها لكي
يثق بنفسه، فأنا أحب دائمًا مبدأ والمثل الشعبي لدينا كمصريين "إن علمتني
الصيد سوف أكل كل يوم.. وإن أعطيتني السمكة سوف أكل يومًا واحدًا"..
لكن صاحبة المشكلة فاجأتني
بهدوئها وثقتها في نفسها وهو أمر غير معتاد عن أي شخص يرسل لي مشكلته يكن مصابا
باليأس والإحباط وانعدام الثقة في النفس، لكنها كانت متماسكة كانت واثقة في نفسها،
كانت بحاجة إلى أن تتحدث مع شخص يفهم لغتها ويحدثها بلغتها المفضلة وهي لغة
الإيجابية ولغة التفاؤل بالحياة مهما كانت قاسية، ولغة الثقة في قدراتي مهما قابلت
ومهما حاول الآخرين أن يقللوا من شأني وقدري..
وللأمانة لم تأخذ مني
وقتًا أو جهدًا بل صارت لي كإلهام، اقتنعت سريعًا، لم تأخذ وقتًا لكي تصدق
نفسها وقدراتها، أكدت لي حقًا بأن أكثر نقطة أمان في هذه الحياة لكي تتعامل مع أي
مشكلة هو انك تكن في علاقة قوية مع الله ثم علاقة قوية مع نفسك ثم الآخرين، أن تكن
واثقًا في قدراتك مهما حدث، أن تكن مقبلاً على الحياة بسعادة وتفاؤل وحب فحينها
ستفتح لك الحياة ذراعيها وتبتسم لك..
واعتقد أن هذه الجلسة
العميقة التي لم تأخذ دقائق معدودة هي من وجهه نظري غاية في العمق، فتلك الدقائق
ارسلنا بها العديد من الرسائل بشكل مباشر وغير مباشر.. اعتقد الأشخاص كنغمات
الموسيقى عندما تسير في تناغم تعطيك لحنًا رائعًا، فالآلة الهادئة إن كانت مع آلة
هادئة مثلها، لغة مشتركة بينهما يتعاونا معًا لتخرج لنا لحنًا في غاية الروعة
والجمال..
العلاقات بمختلف انواعها كقطعة "puzzle" يبحث كل منا عن القطع الناقصة في حياته، وما أجمل ان تجد شخص يشبهك يفهمك، يفهم صمتك قبل كلامك، يفهم المغزى من نصائحك، شخص يعطيك الثقة في نفسك، شخص يساعدك لكن يجعلك أيضًا تساعد نفسك وتعتمد على ذاتك ونفسك..
العلاقات يا سادة ليست
بمدتها، وليست بطول وقت الاحاديث المتبادلة، وليس بكلمات رنانة تقال، بل العلاقات
بمواقف وأفعال، بل باحتواء واحترام، بل بتفهم وتقدير.. حينها تأكد أنك حقًا في
علاقة سوية، في علاقة تستحق ان تعطيها ثقتك بل وحياتك..