أريد أن أخبركِ بشيء مذهل حدث لي، وما زلت لا أصدق أنني أعيشه الآن.. لقد انتظرت طويلاً 17 سنة كاملة مليئة بالصبر والدعاء والأمل، وفي لحظة لم أتوقعها جاءني الخبر الذي قلب حياتي رأساً على عقب.
منذ أن تزوجت كان حلم الأمومة يراودني ليل نهار، كنت أحلم بأن أحتضن طفلاً بين ذراعي، أسمع ضحكته، وأرى العالم من خلال عينيه، لكن مرت السنوات وبدأ الأمل يتلاشى شيئاً فشيئاً، زرت الأطباء.. جربت العلاجات.. لم أترك باباً إلا طرقته، لكن دائماً كانت النتيجة واحدة: "لا يوجد شيء جديد."
ومع كل شهر يمر، كنت أشعر أن الحلم يبتعد عني أكثر، لكنني لم أفقد الإيمان.. كنت أصلي، وأدعو الله في صمت الليالي، أطلب منه القوة والصبر، وأترك أمري كله بين يديه، ورضيت بما كتبه الله وكان زوجي يدعمني وراضي مثلي وتركنا الأمر لله..
ثم فجأة وبدون أي مقدمات، بدأت أشعر بتغيرات في جسدي، لم أكن أريد أن أتعلق بالأمل كثيراً، لكن شيئاً ما في داخلي كان يخبرني أن هذه المرة مختلفة. ذهبت إلى الطبيب وقلبي ينبض بالترقب، وعندما أخبرني أنني حامل، شعرت وكأن العالم توقف للحظة.. هل تصدق؟ بعد 17 سنة، أصبحت أخيراً أماً!
لا أستطيع وصف شعوري عندما سمعت نبضات قلب طفلي لأول مرة، كانت كل دمعة ذرفتها، وكل لحظة صبر عشتها، تذوب في بحر من الفرح والشكر، لقد كانت رحلة طويلة وشاقة، لكنني أدركت أن الله كان يعدني لهذه اللحظة طوال الوقت.
أريدكِ أن تعرف أن الصبر له طعم حلو في نهايته، وأن الله لا ينسى عباده، لقد كانت تلك السنوات دروساً في الإيمان، في القوة، وفي الثقة بأن الله يختار الوقت المثالي لكل شيء.
أرسل لكِ هذه الرسالة لأشارككِ فرحتي، ولأخبركِ وأخبر متابعينك أن الأمل دائماً موجود، حتى في أحلك اللحظات، فلا تفقد إيمانكِ أبداً، فالله أكبر من كل شيء، ورحمته أوسع مما نتخيل.
الرد
لقد تأثرت بشدة برسالتكِ ودمعت عيناي وأنا أقرأ كلماتكِ. قصة صبركِ وإيمانكِ هي مصدر إلهام حقيقي لي، وأنا ممتن لأنكِ شاركتِ هذه اللحظة الرائعة معي.
لقد أظهرتِ لي أن الإيمان والصبر يمكن أن يصنعا المعجزات، وأن الله دائمًا ما يكون بجانبنا، حتى في الأوقات التي نشعر فيها بأن الأمل يتلاشى.
أود أن أهنئكِ من أعماق قلبي على هذا الخبر السعيد، ولا شك أن طفلكِ سيكون محظوظًا لأنه سيحظى بأم مثلكِ، مليئة بالحب والقوة والإيمان.
أدعو الله أن يملأ حياتكِ بالمزيد من الفرح والسعادة، وأن يرزقكِ الصحة والعافية لتعيشي كل لحظة مع طفلكِ الجديد بكل حب وامتنان.