أثار جثمان القديسة الكاثوليكية تريزا الأفيلية جدلاً واسعًا بعد فتح ضريحها في أفيلا بإسبانيا للمعاينة. وقد اكتشف الخبراء أن جسدها، الذي توفيت في عام 1582، لم يتحلل رغم مرور قرون. هذا الاكتشاف أثار الكثير من التساؤلات حول هذا الحدث النادر.
جسد القديسة تريزا لا يزال بحالة ممتازة
أفادت أبرشية أفيلا بأن جسد القديسة تريزا الأفيلية لم يتحلل وظل في حالة ممتازة رغم مرور أكثر من أربعة قرون على وفاتها. عند فتح ضريحها، ذُهِلَ الخبراء برؤية وجهها وجسدها كما هو دون تغيرات تذكر. وقد كان هذا الفتح الأول للضريح منذ عام 1914، عندما كان جسدها أيضًا في حالة مماثلة.
فتح الضريح: خطوة علمية ودينية
بحسب الأب ماركو تشيزا، الممثل العام للكرمليين الحفاة، تم فتح الضريح للتحقق من حالة الجثمان. وأضاف أن الأجزاء الظاهرة من جسد القديسة، مثل الوجه والقدم، لم تتغير على الإطلاق. وقد تم ذلك بحضور فريق علمي متخصص وكهنة من الكنيسة الكاثوليكية.
العملية المعقدة لفتح الضريح
فتح ضريح القديسة تريزا كان عملية معقدة جدًا. فقد احتاج الفريق المسؤول إلى استخدام عشرة مفاتيح لفتح الجرة الفضية التي تحتوي على جسد القديسة. هذه المفاتيح موزعة بين دير ألبا دي تورميس، دوق ألبا، روما، وملك إسبانيا. كل خطوة تمت بحرص شديد وبروح من الوقار والاحترام للعقيدة الدينية.
مراحل الكشف على الجثمان
العملية تم تقسيمها إلى مراحل متعددة. المرحلة الأولى شملت فتح الضريح والتعرف على الجثمان باستخدام تقنيات الأشعة السينية، ومن ثم تنظيف الرفات. بعدها سيتم إجراء تحليلات مخبرية للجثمان في إيطاليا، وستأخذ هذه التحليلات عدة أشهر. في المرحلة الأخيرة، سيتم اتخاذ قرارات حول كيفية الحفاظ على الجثمان وسيتم تكريمه قبل إغلاق الضريح مرة أخرى.
فتح الضريح في عام 1914: الحالة كانت مماثلة
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُفتح فيها ضريح القديسة تريزا. في عام 1914، أُعلن أن جسدها لم يتحلل وظل في حالته الطبيعية، وهو ما أكدته الكنيسة مرة أخرى عند فتح الضريح في هذه المرة. وأشار الأب دانيال دي بابلو ماروتو إلى أن هذا الفتح الأول تم بناءً على طلب الرئيس العام للكرمليين الحفاة للكشف على جثماني القديسة تريزا والقديس يوحنا الصليب.
من هي القديسة تريزا الأفيلية؟
تريزا الأفيلية، المعروفة أيضًا باسم تريزا الأم، وُلدت في إسبانيا عام 1515. كانت أول امرأة تنال لقب "ملفانة الكنيسة" بفضل إسهاماتها الكبيرة في الروحانية الكاثوليكية والأدب الإسباني. لها أقوال مشهورة مثل: "لا تقلق ولا تخف. فالعالم كله يفنى، أما الله فلا يتغير. تكفيك نعمته."
فتح ضريح القديسة تريزا الأفيلية أعاد إحياء الاهتمام بتاريخها وإسهاماتها الدينية. الجدل حول عدم تحلل جسدها يظل من الأحداث النادرة التي تثير اهتمام العلماء ورجال الدين على حد سواء، مما يعزز مكانتها كواحدة من القديسات الأكثر تأثيرًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
إرسال تعليق