وقعت سلسلة من محلات الشاي الصينية مؤخرًا في ورطة كبيرة بعد أن نشرت مقطع فيديو كان الهدف منه الترفيه، لكنه أثار موجة من الانتقادات اللاذعة بسبب معاملته لموظفي السلسلة بطريقة لم تحترم كرامتهم، حسبما ذكرت صحيفة "Southern Metropolis News".
بداية القصة: من التسلية إلى التوبيخ العلني
بدأت القصة عندما نشرت سلسلة المحلات فيديو يظهر فيه الموظفون وهم يعترفون بالأخطاء التي ارتكبوها في العمل. في الفيديو، ظهر العمال مرتدين الزي الرسمي ورؤوسهم منخفضة، بينما كانوا "مقيدين" بحاملات أكواب الشاي المصنوعة من الورق المقوى، وبحوزتهم لافتات معلقة حول أعناقهم مكتوب عليها قواعد العمل التي تم خرقها.
من بين هذه "الجرائم"، ظهرت عبارات مثل "جريمة قلب الشاي"، و"جريمة عدم وضع ملصق تاريخ انتهاء الصلاحية"، وقد ارتدى أحد العمال لافتة كرتونية أكبر حول رقبته كتب عليها: "أنا مذنب بعدم وضع غطاء، وعدم إضافة المكسرات".
الرسالة التي أغضبت الجمهور
إلى جانب هذه اللقطات، أضافت الشركة تعليقًا على الفيديو قائلة: "هذا تحذير.. المرة القادمة.. لن تكون هناك مرة أخرى". لم يمر وقت طويل حتى انتشر الفيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثار استياء المستخدمين الذين رأوا في هذا التصرف إهانة واستغلالًا للموظفين، مما دفعهم لانتقاد الشركة بشدة.
رد فعل الشركة: اعتذار ولكن بعد فوات الأوان
وسط ردود الفعل العنيفة، تحدث أحد العاملين بالسلسلة في مدينة شنتشن، بمقاطعة قوانغدونغ الجنوبية، والذي شارك في تصوير الفيديو، وأوضح أن المقطع كان يهدف إلى الترفيه فقط. وأكد قائلاً: "كنا على استعداد للمشاركة في التصوير. أخذت شركتنا زمام المبادرة لصنع الفيديو، وتعاوننا بالكامل. لا توجد مثل هذه العقوبة في شركتنا".
على الرغم من هذا التوضيح، لم يكن ذلك كافيًا لتهدئة الغضب المتصاعد، مما دفع الشركة إلى حذف الفيديو من حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أصدرت بيانًا رسميًا في 18 سبتمبر تعتذر فيه عن الحادثة، وقالت: "نأسف لأننا أخطأنا في مقطع الفيديو الذي اعتقدنا أنه مضحك"، مشيرة إلى أن الفيديو كان مستوحى من مقاطع فيديو أخرى مماثلة على الإنترنت تحظى بشعبية.
الاستجابة لانتقادات الجمهور
وفي نفس البيان، أضافت الشركة: "اعتقدنا أنه مزحة، لكن تم فهمه بشكل خاطئ وجعل البعض يشعرون بعدم الارتياح. سنأخذ هذا في الاعتبار ونكون أكثر حذرًا في أنشطتنا التسويقية في المستقبل".
دروس مستفادة: كيف يمكن أن تتحول المزحة إلى مشكلة كبيرة؟
ما حدث مع سلسلة محلات الشاي الصينية يقدم درسًا مهمًا حول أهمية الحذر والاحترام في التعامل مع الموظفين، خاصة عند استخدامهم في أنشطة تسويقية. فقد تحولت مزحة بسيطة إلى موجة من الانتقادات والاحتجاجات، مما أثر على سمعة الشركة بشكل سلبي.
يُظهر هذا الموقف أن أي نشاط تسويقي، حتى وإن كان يهدف إلى الترفيه، يجب أن يتم التعامل معه بحذر، وأن يكون متوافقًا مع قيم الاحترام والكرامة للجميع، سواء كانوا موظفين أو عملاء.
يمكن القول إن الترفيه على حساب كرامة الموظفين ليس استراتيجية تسويقية ناجحة، وأن الجمهور لن يتسامح مع أي شكل من أشكال التمييز أو الاستغلال. بات من الضروري على الشركات أن تضع في اعتبارها أن الحفاظ على سمعتها وصورتها الإيجابية أهم بكثير من محاولة خلق ضجة مؤقتة على الإنترنت.
إرسال تعليق