في خطوة غير مسبوقة للسينما المصرية، تمكن المخرج الشاب خالد منصور من لفت الأنظار بفيلمه الروائي الطويل الأول "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو". ما يجعل هذا الفيلم مميزًا هو أنه يتناول قصة تجمع بين الإنسانية والحيوانية، حيث يلعب كلب بلدي دورًا رئيسيًا ويصل إلى السجادة الحمراء ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي بدورته الـ81. يعد هذا الإنجاز إشارة إلى عودة السينما المصرية للمهرجانات العالمية بعد غياب طويل.
فيلم مصري يعبر عن الناس:
خالد منصور لم يكن يبحث عن الشهرة أو المهرجانات في بداية عمله على فيلمه، بل كان هدفه الأسمى تقديم سينما مصرية خالصة تعبر عن هموم الناس وتلامس قلوبهم. الفيلم بدأ بفكرة بسيطة، لكنه الآن بات يتصدر عناوين الأخبار بفضل مشاركته في مهرجان عريق كفينيسيا. أشار خالد إلى أن اختياره لاسم "رامبو" يرتبط في الأذهان بالقوة والشجاعة، مما جعله مناسبًا تمامًا لمحتوى الفيلم.
رحلة الكلب إلى فينيسيا:
لم تكن رحلة الكلب البلدي، نجم الفيلم، إلى فينيسيا سهلة على الإطلاق. فقد استغرقت تصاريح السفر الخاصة به وقتًا طويلًا نظرًا لتعقيدات سفر الحيوانات. ولكن بمجرد الحصول على التصاريح، سافر الكلب مع فريق العمل إلى إيطاليا وكان سعيدًا طوال الرحلة. خالد منصور أصر منذ البداية على وجود كلب بلدي في الفيلم، واختار كلبين من الأكاديمية التي تدرب الكلاب ليبدأ تدريباتهما مع الممثلين.
تجربة مختلفة:
عرض الفيلم في مهرجان بحجم مهرجان فينيسيا كان بمثابة دفعة معنوية كبيرة لخالد منصور. رغم أنه أخرج أفلامًا قصيرة من قبل وشاركت في مهرجانات محلية ودولية، إلا أن "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" هو أول فيلم روائي طويل له، والذي أتى بعد سنوات من الجهد والدراسة الذاتية، حيث لم يدرس السينما في معاهد متخصصة. هذه التجربة جعلته يشعر بأنه في حلم تحوّل إلى حقيقة بعد سنوات من المثابرة والإخفاقات.
التحضير للمستقبل:
بعد نجاح فيلمه في فينيسيا، يستعد خالد منصور لبدء العمل على فيلمه الروائي الطويل القادم، وهو ما زال في مرحلة الكتابة والتحضير. يأمل خالد أن يكون فيلمه القادم على نفس القدر من النجاح، ويستمر في تقديم سينما تعبر عن هموم وتطلعات الناس، مؤمنًا بأن السينما المصرية تستحق أن تكون في مقدمة المشهد الفني العالمي.
"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" ليس فقط فيلمًا عن كلب بلدي، بل هو انعكاس لأحلام مخرج شاب يسعى لتقديم سينما مختلفة وحقيقية. وصول الكلب البلدي إلى السجادة الحمراء هو رمز للإبداع المصري الذي يستطيع أن يجد طريقه إلى العالمية، حتى بأبسط القصص والأفكار.
إرسال تعليق