قصة الأم التي احتفظت بجثة ابنها لشهرين

 

في عام 2020، تلقت ليزا ماري بريسلي، المغنية الشهيرة وابنة أسطورة الروك إلفيس بريسلي، صدمة حياتها عندما فقدت ابنها بنيامين كيو، الذي انتحر عن عمر 27 عامًا. وفاة بنيامين أدخلت ليزا ماري في دوامة من الحزن العميق، جعلتها تتخذ قرارًا غير مألوف وغير تقليدي في محاولة للتعامل مع فقدانها.

في مذكراتها الجديدة، التي أكملتها ابنتها رايلي كيو بعد وفاة والدتها في عام 2023، تم الكشف عن تفاصيل صادمة حول كيفية تعامل ليزا ماري مع وفاة ابنها. المذكرات، بعنوان "من هنا إلى المجهول الكبير"، تكشف عن قرار ليزا ماري الاحتفاظ بجثة ابنها المتوفى في المنزل لمدة شهرين، وهي فترة طويلة مقارنة بما هو معتاد في مثل هذه الظروف.

قرار الاحتفاظ بالجثة: محاولة لتوديع طويل

كشفت المذكرات أن ليزا ماري لم تكن مستعدة لوداع ابنها على الفور، وأرادت قضاء المزيد من الوقت معه بعد وفاته. وفقًا لما جاء في الكتاب، أخبرها موظفو دار الجنازات أنه يمكنها الاحتفاظ بجثة ابنها في المنزل، بشرط أن يتم حفظها بشكل مناسب، وذلك باستخدام الثلج الجاف للحفاظ على الجثمان.

وكتبت ليزا ماري في مذكراتها: "كان من المهم لي حقًا أن أحظى بمزيد من الوقت لأقول وداعًا... تمامًا كما فعلت مع والدي". أشارت إلى أنها شعرت أن وجود ابنها المتوفى في المنزل منحها فرصة للتعامل مع الحزن بشكل أعمق.

لا توجد قوانين تفرض الدفن الفوري

في ولاية كاليفورنيا، حيث عاشت ليزا ماري، لا يوجد قانون يفرض دفن الجثث فور الوفاة. وقد أوضحت بريسلي في مذكراتها أنها استفادت من هذه الفسحة الزمنية، حيث وجدت صاحب دار جنازات متعاطفًا ساعدها في تحقيق رغبتها في الاحتفاظ بالجثمان لفترة أطول. وأضافت أن الغرفة التي احتفظت فيها بجثة ابنها كانت بحاجة إلى أن تكون باردة بدرجة حرارة معينة، ما مكنها من الحفاظ على جثة ابنها لفترة طويلة قبل أن تتمكن أخيرًا من توديعه ودفنه.

العلاقة بين الأم والحزن

تفاصيل المذكرات تكشف عن عمق الصدمة التي عاشتها ليزا ماري بعد فقدان ابنها. كانت علاقتها ببنيامين قوية، ووفاته المفاجئة أثرت عليها بشدة، مما دفعها لاتخاذ هذا القرار الغريب، ولكنه مفهوم في سياق الحزن العميق الذي كانت تمر به. كتبت ليزا ماري: "كنت محظوظة لأنني وجدت طريقة لتأجيل الأمر قليلاً... كان هذا يخفف عني بعض الألم".

دفن ليزا ماري وابنها في غريسلاند

في النهاية، تم دفن بنيامين كيو في غريسلاند، حيث يرقد إلى جانب جده، الأسطورة إلفيس بريسلي، الذي توفي في عام 1977. وليزا ماري نفسها انضمت إلى ابنها بعد وفاتها في 2023، حيث دفنت بالقرب منه في المكان نفسه، مما جعل غريسلاند موطنًا للأجيال المختلفة من عائلة بريسلي.

تجسد قصة ليزا ماري بريسلي مع وفاة ابنها بنيامين كيو عمق الحزن الذي يمكن أن يمر به الشخص عند فقدان أحد الأحباء. قرار الاحتفاظ بجثته في المنزل لمدة شهرين هو دليل على عدم قدرتها على تقبل الواقع بسهولة، ورغبتها في قضاء المزيد من الوقت مع ابنها حتى بعد وفاته. مذكراتها تعكس حالة إنسانية مليئة بالتعقيد والعاطفة، وتمنحنا نافذة على رحلتها الخاصة مع الحزن والفقد.