القطط معروفة بذكائها الفطري وقدرتها على التكيف في الظروف الصعبة، وهو ما جسدته القطة "بلانكو" التي تاهت بسبب فيضان إعصار "هيلين" المدمر، لتعود إلى أصحابها بعد غياب استمر 8 أيام في ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية.
ضياع القطة بلانكو
فيما كانت ولاية كارولاينا الشمالية تتعرض لضربات إعصار هيلين العنيف، تسبب الفيضان في غرق العديد من المناطق وارتفاع منسوب المياه إلى مستويات خطيرة. كانت القطة بلانكو، التي تعيش مع أسرتها في بلدة بيرنزفيل، في موقف لا تحسد عليه عندما شوهدت آخر مرة وهي تتشبث بخطوط الكهرباء العالية، محاولًة النجاة من مياه الفيضانات الهائجة.
لكن سرعان ما فقد أصحابها الاتصال بها عندما سقطت في المياه الجارفة، مما أثار مخاوفهم من غرقها أو تعرضها لإصابات خطيرة. استمر البحث عنها بلا جدوى، فيما واجهت الأسرة صعوبة في نشر الخبر بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء في المنطقة.
الأمل المفقود والعثور المفاجئ
مرت 8 أيام كاملة دون أي أثر لبلانكو، وأصبحت الأسرة تشعر بالإحباط واليأس. لكن في اليوم الثامن، حدث ما لم يكن متوقعًا. بينما كان ابن "نان كولينز" - مالكة بلانكو - يعمل في الخارج، سمع مواءً ضعيفًا قادمًا من مكان قريب. عند النظر، تعرف على القطة بلانكو، التي كانت قد عادت إلى المنزل.
رغم أنها كانت منهكة وفروتها قد تغير لونها بفعل الظروف الجوية القاسية، إلا أن عودة بلانكو ملأت قلوب الأسرة بالفرحة والارتياح. لقد كان الأمر بمثابة معجزة، فبعد ثمانية أيام من الغياب وسط ظروف صعبة وقاسية، تمكنت بلانكو من العثور على طريق العودة.
رحلة العودة الصعبة
وفقًا لـ"Best Friends Animal Society"، كانت بلانكو قد واجهت تحديات كبيرة أثناء غيابها. ارتفاع منسوب المياه والفيضانات في المنطقة جعل من الصعب التنقل أو النجاة، خاصة مع انقطاع الكهرباء وانهيار البنية التحتية في الكثير من الأماكن. لكن بفضل غريزتها الحيوانية الفائقة، استطاعت بلانكو البقاء على قيد الحياة والعثور على منزلها رغم الصعوبات.
الرعاية الطبية والفرحة بالعودة
عند عودة بلانكو، كانت بحاجة إلى رعاية طبية بسبب إصابات طفيفة ناتجة عن رحلتها الطويلة عبر المياه الغزيرة. أوضحت جمعية منع القسوة ضد الحيوانات أن عودة بلانكو كانت "معجزة حقيقية"، وأنها تجسد الأمل والمثابرة في مواجهة الظروف الصعبة.
إن قصة عودة القطة بلانكو بعد ثمانية أيام من الضياع بسبب إعصار هيلين هي واحدة من تلك القصص التي تلامس القلوب وتؤكد على قوة الأمل والمثابرة. ورغم كل التحديات التي واجهتها هذه القطة الصغيرة، فإنها لم تستسلم، بل تمكنت من العودة إلى أصحابها الذين كانوا ينتظرونها بقلوب مفعمة بالحب والفرح.
إرسال تعليق