واجهت أشلي بوفتون، وهي أم تبلغ من العمر 35 عامًا من مدينة آشفورد، واحدة من أكثر لحظات الرعب في حياتها عندما اختنق طفلها البالغ من العمر عامين، «بيلي»، بعد أن ابتلع عملة معدنية كادت أن تودي بحياته. كانت تلك الحادثة تجربة مروعة تُظهر مدى أهمية معرفة الإسعافات الأولية وكيفية التصرف في مثل هذه المواقف الحرجة.
بداية المأساة: لحظات من الرعب والخوف
كانت أشلي تقوم بتنظيف منزلها عندما سمعت فجأة صوت شهيق حاد يأتي من ابنها الصغير. وعندما استدارت لتنظر إليه، اكتشفت أن طفلها غير قادر على التنفس، وأنه في حالة ذعر شديدة، وكانت عيناه تدمعان بسبب الاختناق. تقول أشلي في حديثها مع صحيفة «الديلي ميل»: "لقد كان الأمر مرعبًا للغاية، شعرت أن قلبي توقف عندما أدركت أن ابني قد ابتلع عملة معدنية."
المحاولات الأولى: الإسعافات الأولية والفشل المؤقت
بادرت أشلي باستخدام الطريقة التقليدية للضربات على الظهر لمحاولة إخراج العملة المعدنية من مجرى الهواء، لكنها فشلت في تحقيق هدفها. في تلك اللحظات العصيبة، تملكتها حالة من الذعر والقلق، فقررت الاتصال بالطوارئ وطلب المساعدة الطبية العاجلة. بينما كانت تتحدث إلى المستشفى، استمرت في محاولاتها لإنقاذ طفلها، لكنها لم تكن تجد طريقة فعّالة لإخراج العملة.
استخدام جهاز LifeVac: المنقذ في اللحظة الحاسمة
خلال تلك اللحظات الحرجة، تذكرت أشلي جهازًا يُدعى LifeVac كانت قد اشترته مسبقًا، وهو جهاز مصمم خصيصًا لتنظيف المجرى الهوائي عند الاختناق. وبعد محاولتين فقط باستخدام الجهاز، تمكنت من سحب العملة المعدنية من حلق ابنها. تقول أشلي: "تقيأ بيلي بعدها ثم أخذ نفسًا عميقًا، شعرت بأنني أنقذت حياته بفضل هذا الجهاز."
التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية
بعد هذه اللحظات العصيبة، تمكن الطفل «بيلي» من التعافي بشكل كامل في غضون 30 دقيقة. كان هذا الإنجاز بمثابة معجزة بالنسبة لأشلي، التي أدركت أن التفكير السريع والهدوء في مثل هذه المواقف يمكن أن ينقذ حياة طفل صغير.
الدروس المستفادة: كيف يمكن للأمهات التصرف في حالات الاختناق؟
تُظهر قصة أشلي وطفلها أهمية تعلم الإسعافات الأولية للأمهات والأباء، خاصة عندما يتعلق الأمر بحالات الاختناق. يعتبر الاختناق بسبب ابتلاع الأطفال الصغار للأشياء من أكثر الحوادث شيوعًا التي يمكن أن تهدد حياتهم. ولهذا، من الضروري معرفة الخطوات الصحيحة للتعامل مع هذه الحالات، وتجنب الأخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
الإرشادات الطبية: كيفية التصرف في حالة اختناق الطفل
ينصح أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتور أحمد الحسيني، بضرورة اتباع الإرشادات التالية عند مواجهة حالة ابتلاع الطفل لعملة معدنية أو أي جسم غريب:
اللجوء إلى الطوارئ فورًا: في حالة ابتلاع الطفل لعملة معدنية أو أي جسم غريب، يجب التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي للحصول على المساعدة الفورية.
تجنب ضرب الطفل على ظهره: يعتبر ضرب الطفل على ظهره أحد الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى دخول الجسم الغريب بشكل أعمق في الممرات الهوائية، مما يزيد من خطر الاختناق.
استخدام تقنيات الإسعاف الأولية المناسبة: مثل تقنية الضغط على البطن (تقنية هيمليك) أو استخدام جهاز LifeVac، الذي أثبت فعاليته في حالة أشلي وطفلها.
مراقبة حالة الطفل بعد الحادث: حتى إذا تم إخراج الجسم الغريب، يجب مراقبة حالة الطفل بعناية للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات أو أضرار قد تكون حدثت.
عبرة ودروس من قصة أشلي وبيلي
تُعتبر قصة أشلي بوفتون وطفلها بيلي تذكيرًا مهمًا بأن حوادث الاختناق قد تحدث في أي لحظة، وأن التصرف السريع والهدوء يمكن أن يكون الفرق بين الحياة والموت. يبرز استخدام جهاز LifeVac كوسيلة فعّالة يمكن أن تكون المنقذ في المواقف الحرجة، لكنه ليس بديلاً عن معرفة الإسعافات الأولية الأساسية.
هذه الحادثة تجعلنا ندرك أهمية الوعي والإلمام بتقنيات الإسعافات الأولية، والاهتمام بتوعية الأهالي حول كيفية التصرف في مثل هذه الحالات لإنقاذ حياة أطفالهم. فالأطفال دائمًا معرضون لمخاطر بلع الأجسام الغريبة، وعلينا أن نكون مستعدين ومستوعبين للطرق الصحيحة لإنقاذهم وحمايتهم من أي خطر قد يواجههم.
إرسال تعليق