ظهر الكوكايين الوردي لأول مرة عام 2010 في كولومبيا، وسرعان ما انتشر في إسبانيا، ومن ثم إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، ليصبح رمزاً للموضة في أوساط معينة. لم يعد هذا المخدر مجرد مادة تُستخدم في الخفاء، بل أضحى موضة بين نخبة معينة رغم خطورته العالية وتأثيراته القاتلة. ويتجدد الاهتمام بالكوكايين الوردي بعد العثور على آثاره في أجساد العديد من المشاهير، ما يثير مخاوف حول انتشاره بين الشباب.
تركيب غير معروف وتأثيرات قاتلة
على الرغم من اسمه، لا يحتوي الكوكايين الوردي على أي مكون من الكوكايين التقليدي. يُصنع هذا المخدر في مختبرات غير قانونية، ويُقال إنه خليط معقد من عدة مواد كيميائية تجعل تأثيره أقوى وأشد خطورة. وغالبًا ما يكون مجهول التركيب، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بآثاره أو علاج حالات التسمم الناتجة عنه. بالإضافة إلى ذلك، يُعرف الكوكايين الوردي بتأثيراته الشديدة على الجهاز العصبي، حيث يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وقد يسبب هلوسات خطيرة واضطرابات نفسية، ما يجعل من تعاطيه مخاطرة تهدد الحياة.
انتشاره في أوساط المشاهير
في السنوات الأخيرة، تم العثور على الكوكايين الوردي في أجساد بعض المشاهير الذين توفوا نتيجة لتعاطي جرعات زائدة من المخدرات. مثلًا، أثار خبر العثور على هذه المادة في جسد المغني ليام باين من فرقة "ون دايركشن" ضجة واسعة، كما أن وفاة المغنية كاميلا ستيرلينغ في جناح فندقي في ميامي بيتش كانت بسبب تعاطي خليط من هذا المخدر. وفي حادثة أخرى، اعترفت مؤثرة على "إنستغرام" بتعاطيها الكوكايين الوردي قبل اصطدام سيارتين، ما أسفر عن وفاة شخصين. هذه الأحداث تسلط الضوء على مدى انتشار هذا المخدر بين الشباب والمشاهير، وكيف يمكن أن تكون عواقبه مميتة.
انتشار عالمي
تشير تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة إلى أن الكوكايين الوردي انتشر في العديد من الدول حول العالم. ووفقًا لتقرير صادر في 2022، تم العثور على هذا المخدر في المملكة المتحدة، والنمسا، وسويسرا، وكندا، وأجزاء من جنوب شرق آسيا. وتعد هذه المادة مكلفة للغاية، إذ يبلغ سعرها ستة أضعاف الكوكايين العادي، ويقال إنها تتمتع بشعبية في نوادي النخبة، ولها حتى نوع موسيقي خاص بها يُعرف بـ"موسيقى الكوكايين الوردي"، مما يضيف بُعدًا من الجاذبية والشهرة غير المبررة لهذا المخدر.
خطورة الكوكايين الوردي وتأثيره على المجتمع
تشكل شعبية الكوكايين الوردي تحديًا كبيرًا أمام السلطات الصحية والأمنية، فبسبب انتشاره بين الشباب والنخبة، يعقد هذا الأمر جهود التوعية والتدخل السريع. يعتبر الكوكايين الوردي مميتًا، خصوصًا بسبب عدم استقرار مكوناته الكيميائية، وقد يؤدي تناوله إلى عواقب صحية ونفسية خطيرة، إذ يتسبب في إدمان سريع وحالات متكررة من الجرعات الزائدة، التي تؤدي إلى الوفاة.
الحاجة إلى التوعية والحذر
رغم مظهره الجذاب واسمه المخادع، يشكل الكوكايين الوردي خطرًا قاتلًا يهدد حياة الشباب ويزيد من أعباء السلطات الصحية. ومن المهم زيادة الوعي حول خطورة هذا المخدر وأضراره، وتكثيف جهود التوعية للحد من انتشاره بين الفئات الشابة والمشاهير. إنه مخدر قاسٍ ولا يمكن التنبؤ بعواقبه، مما يجعله أكثر خطورة مما يظهر.
إرسال تعليق