على بعد ثلاثة أميال من شاطئ ميامي، تحت مياه خليج بيسكاين، يقع مكان فريد من نوعه يُعرف باسم "نبتون ميموريال ريف". هذه المقبرة غير العادية ليست مجرد مكان للراحة الأبدية، بل هي أيضًا عمل فني يستمد إلهامه من عالم البحار. يتواجد في هذا الملاذ المائي رفات نحو 1500 فرد، حيث تم تحويل رماد الجثامين المحروقة إلى منحوتات فنية رائعة، تعكس جمال الحياة البحرية.
تصميم فني مميز
قام النحات كيم برانديل بتصميم هذا الموقع الفريد، حيث تتجسد فيه أشكال متنوعة من نجوم البحر والحوريات والأسماك والسلاحف والأخطبوطات. تمتد المقبرة على مساحة تبلغ حوالي 16 دونماً، وتستقر على عمق 40 قدماً تحت سطح البحر. تصميم الموقع يتضمن أعمدة وأقواس، ما يجعله يبدو كمدينة تحت الماء.
مراسم وداع فريدة
تتيح هذه المقبرة لعائلات المتوفين إقامة مراسم وداع خاصة على متن قارب قبل الغوص تحت الأمواج لدفن أحبائهم. يتم تثبيت الرفات تحت الماء باستخدام مادة الإيبوكسي، مما يضمن استقرارها. يتم أيضًا تحديد المواقع بدقة، مما يسمح للعائلات بزيارة مرقد ذويهم في المستقبل.
الهدف من المشروع
انطلق مشروع "نبتون ميموريال ريف" عام 2007، وكان الهدف الأساسي منه هو إنشاء شعاب مرجانية اصطناعية. لكن، خلال عملية الحصول على الأذونات، اقترح أحد الأفراد دمج النصب التذكاري مع الشعاب المرجانية. ومن هنا، وُلدت فكرة تحويل الرماد إلى منحوتات تحت الماء، ليصبح المكان ملاذاً حقيقياً للراحة الأبدية.
شهرة دولية
تعتبر هذه المقبرة الموقع الوحيد من نوعه في العالم، حيث يوجد آلاف الأشخاص على قائمة الانتظار للحصول على أماكن فيها. من بين الشخصيات المعروفة التي تم تكريمها هنا هي الطباخة الشهيرة جوليا تشايلد، التي تمتلك نصبًا تذكاريًا على شكل نجمة البحر.
تجربة فريدة
تجمع "نبتون ميموريال ريف" بين الفن والذكرى، وتقدم تجربة فريدة لعائلات المتوفين، تجمع بين اللحظة المؤلمة والتواصل مع جمال المحيط. إنها ليست مجرد مقبرة، بل هي أيضاً احتفال بالحياة، وتقدير للطبيعة، مما يجعلها واحدة من أكثر المقابر تميزًا في الولايات المتحدة.
بهذا الشكل، يظل المكان نابضًا بالحياة، حيث يذكر الزوار بأن الموت جزء من دورة الحياة الطبيعية، ويمنحهم فرصة للاحتفاظ بذكريات أحبائهم في عالم آخر مملوء بالجمال والهدوء.
إرسال تعليق