تواجه آيسلندا أزمة غذائية غير متوقعة بعد انتشار وصفة سلطة الخيار على منصة "تيك توك"، مما تسبب في نقص حاد في الخيار وغيره من المكونات المستخدمة في هذه الوصفة الشهيرة. الأزمة، التي ضربت المتاجر الكبرى في البلاد، لم تكن نتيجة قلة الإنتاج المحلي بقدر ما كانت استجابة لزيادة مفاجئة في الطلب مدفوعة بـ"ترند" غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف بدأت الأزمة؟
الأمر بدأ ببساطة عندما قام بعض المؤثرين في آيسلندا بمشاركة وصفة سلطة خفيفة تعتمد على الخيار كمكون رئيسي. الوصفة تحتوي على الخيار المبشور مع زيت السمسم، الثوم، خل الأرز، وزيت الفلفل الحار. ورغم أن الوصفة بسيطة، إلا أنها اكتسبت شهرة واسعة بعد انتشارها على "تيك توك". ووفقًا للتلفزيون الوطني الآيسلندي، تم نشر ما يقرب من 150 ألف مقطع فيديو تحت وسم "سلطة الخيار"، ما زاد من شهية المستخدمين لمحاولة إعداد هذه الوصفة في المنزل.
أزمة نقص الخيار والمكونات الأخرى
مع انتشار هذه الوصفة عبر "تيك توك"، ازدادت معدلات الطلب على الخيار بشكل غير مسبوق، حتى أن المزارعين المحليين في آيسلندا لم يتمكنوا من مواكبة الطلب المتزايد. في الظروف الطبيعية، تنتج آيسلندا حوالي مليوني طن من الخيار سنويًا، لكن هذا الإنتاج لم يكن كافيًا لسد الفجوة الناتجة عن الارتفاع الحاد في الاستهلاك.
بالإضافة إلى الخيار، شهدت الأسواق نقصًا في مكونات أخرى مثل زيت السمسم وخل الأرز، حيث ارتفعت مبيعاتها بشكل كبير سواء في المتاجر المحلية أو عبر منصات التسوق الإلكتروني مثل "كرونان"، أحد أكبر متاجر التجزئة في آيسلندا.
"رجل الخيار": المؤثر الذي أشعل الترند
الجنون حول الخيار لم يقتصر على آيسلندا فقط، بل بدأت جذوره في كندا مع مؤثر يُدعى لوغان موفيت، الذي اشتهر بلقب "رجل الخيار". منذ يوليو 2024، بدأ موفيت بمشاركة وصفات جديدة تحتوي على الخيار بشكل يومي، مما جعله شخصية مؤثرة على منصة "تيك توك". مقاطع الفيديو الخاصة به، والتي يبدأها بعبارته الشهيرة: "في بعض الأحيان، تحتاج فقط إلى تناول خيارة كاملة"، حصدت ملايين المشاهدات وجذبت جمهورًا واسعًا، ليس فقط في كندا، بل حول العالم، بما في ذلك آيسلندا.
زيادة الطلب بنسبة 200%
بحسب وسائل الإعلام المحلية، زاد الطلب على الخيار في آيسلندا بنسبة 200%، وهو ما تسبب في نقص كبير في المعروض وتجاوز قدرة المزارعين المحليين على تلبية الاحتياجات الجديدة. تأثير هذا الارتفاع الكبير في الطلب لم يقتصر فقط على الخيار، بل امتد ليشمل المنتجات ذات الصلة مثل زيت السمسم وخل الأرز، مما جعل هذه المكونات أيضًا نادرة في السوق.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك الاستهلاكي
الأزمة في آيسلندا ليست الأولى من نوعها التي تتسبب فيها وسائل التواصل الاجتماعي. في عام 2021، تسبب "ترند" آخر في نفاد جبنة الفيتا من الأسواق بعد انتشار وصفة معكرونة بجبنة الفيتا على "تيك توك". هذا يعكس القوة الهائلة التي تمتلكها منصات التواصل الاجتماعي في تغيير عادات الشراء والسلوك الاستهلاكي العالمي في فترات زمنية قصيرة.
تعكس أزمة الخيار في آيسلندا التأثير القوي والمتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي على أسواق السلع الغذائية. من خلال فيديوهات بسيطة ووصفات شائعة على "تيك توك"، يمكن أن يحدث تحول هائل في الطلب، مما يضع ضغوطًا على المزارعين ومتاجر التجزئة لتلبية احتياجات المستهلكين. وبينما يمثل "ترند" سلطة الخيار مثالاً صارخًا على هذه الظاهرة، فإن العالم قد يشهد المزيد من الأزمات المشابهة مع استمرار تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العادات الغذائية والاستهلاكية.
إرسال تعليق