شهد إقليم كردستان العراق حادثة فريدة من نوعها أثارت دهشة وغضب الرأي العام، حيث قام صاحب معرض سيارات في أربيل بالترويج لسيارة نوع "بيك أب" مدعيًا أن جميع من قام بشرائها فقد زوجته بعد فترة قصيرة. وقد انتشر مقطع فيديو للرجل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زاعمًا أن السيارة "الملعونة" بيعت 22 مرة، وأن كل من امتلكها شهد وفاة زوجته بعد فترة من الشراء. الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر السيارة بشكل كبير، بعد أن باتت تُعرض للإيجار للأشخاص الراغبين في الحصول على "خدمة التخلص من الزوجات".
تفاصيل الواقعة وموقف السلطات
تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي ظهر فيه صاحب المعرض، وهو يتحدث عن قصة السيارة التي اعتبرها البعض "ملعونة" أو "نحس"، نظرًا لما وصفه بارتباطها بوفاة الزوجات. وبحسب حديثه، فإن القصة تعود إلى تكرار بيع السيارة 22 مرة، وفي كل مرة، تتوفى الزوجة بعد أن يتم شراء السيارة بوقت قصير.
من جانبهم، انتقد عدد من المواطنين والنشطاء هذا الترويج الغريب، معتبرين أنه يشكل إساءة كبيرة بحق النساء ويمس مشاعر الأهالي. وفي استجابة سريعة، تحرك محافظ أربيل، أوميد خوشناو، وتقدم بشكوى رسمية ضد صاحب المعرض مطالبًا بمحاسبته على الترويج المثير للجدل.
قرار الإدعاء العام
بناءً على الشكوى المقدمة، أصدر الادعاء العام في أربيل أمرًا بالقبض على صاحب المعرض، وتم احتجاز السيارة التي تم الترويج لها على أنها "سيارة لقتل الزوجات". وأكد الادعاء أن التصريحات الصادرة من صاحب المعرض تعد تعديًا على كرامة المرأة وترويجًا لتصرفات غير أخلاقية وغير قانونية.
ردود الفعل الشعبية والإعلامية
أثار الإعلان عن "سيارة لقتل الزوجات" حالة من الاستهجان والسخط بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن هذه الدعاية "الساخرة" و"غير الأخلاقية". ووصف البعض تصرف صاحب المعرض بأنه سعي للترويج وزيادة المبيعات باستخدام خرافات تتعلق بالموت والمعتقدات الشعبية.
كما سلطت وسائل الإعلام المحلية الضوء على الحادثة، معتبرةً أنها تمثل ظاهرة دخيلة على المجتمع العراقي، حيث تسعى بعض الأطراف للاستفادة من القصص غير الواقعية لإثارة الفضول وزيادة الأرباح، دون الالتفات لتداعيات هذه القصص على المجتمع وأثرها على النساء.
قضية الترويج للخرافات وأثرها في المجتمعات
تأتي هذه الحادثة كمثال حي على كيف يمكن للترويج للخرافات والأساطير غير المثبتة أن يؤثر في عقلية المجتمع ويستغل مشاعر الناس لجذب اهتمامهم. فمن الملاحظ أن بعض الأشخاص يستغلون الأمور الغامضة أو القصص غير المنطقية لتحقيق مكاسب شخصية، وذلك عبر إثارة فضول الناس وتوجيههم نحو شراء أو تأجير منتج معين، كما حدث في حالة "السيارة الملعونة".
ويرى البعض أن الحادثة تعكس ضعف الرقابة على الإعلانات وحاجة المجتمع للتوعية بأهمية التفكير النقدي وعدم الانجرار خلف الخرافات والأساطير، لما لها من أثر سلبي على صورة المجتمع وثقافته.
في الختام، تظل قضية "سيارة لقتل الزوجات" حادثة غريبة وغير مسبوقة في كردستان العراق. وبينما يستمر الادعاء العام في متابعة القضية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن أن ينجرف البعض وراء الخرافات بهدف تحقيق مكاسب شخصية؟
إرسال تعليق