أثارت سلسلة متاجر صينية الدهشة والحيرة بين المتسوقين من خلال استخدام “دمى بشرية”، حيث تقوم نساء حقيقيات بعرض الملابس والمشي على منصة عرض أزياء متحركة بدلاً من الدمى التقليدية. يأتي هذا التوجه في وقت أصبحت فيه العديد من الوظائف آلية، مما جعل البعض يراه خطوة مبتكرة لإعادة تقديم تجربة التسوق التقليدية بلمسة تفاعلية جديدة.
تفاصيل التجربة الفريدة
أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين نساءً يعرضن الملابس على واجهات المحلات، وهن يمشين على أجهزة المشي، مما يمنح المتسوقين فرصة لمشاهدة الملابس وهي تتحرك على أجساد حقيقية. الفكرة من هذا العرض هي أن يرى العملاء مدى ملاءمة الملابس أثناء الحركة، حيث إن الملابس تبدو مختلفة عند ارتدائها على شخص متحرك مقارنة بعرضها على دمية ثابتة.
ردود الفعل على مواقع التواصل
أثار هذا النهج الجديد ردود فعل متباينة من الجمهور الصيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فبعض المتابعين أبدوا إعجابهم بالفكرة، معتبرين أن المشي المستمر يساعد هؤلاء العارضات على الحفاظ على لياقتهن البدنية، كما أن الوظيفة تتيح لهن كسب دخل إضافي. علق أحد المستخدمين قائلاً: “احصل على أجر مقابل المشي وعرض أحدث الأزياء! إنها ليست فكرة سيئة”.
وفي المقابل، اعتبر البعض الآخر أن هذه الوظيفة غريبة وغير ضرورية، حيث رأوا أنها تُعيد ممارسات قديمة، وأشار البعض إلى أن الفكرة قديمة نوعًا ما، وقد عادت إلى الواجهة بشكل مشابه لما كان يحدث في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من القرن العشرين، عندما كان الموظفون يعرضون الملابس على العملاء في المتاجر الكبرى.
تاريخ عرض الملابس بالأشخاص الحقيقيين
وفقًا لأحد مؤرخي الموضة، فإن هذا الاتجاه في الصين ليس بجديد تمامًا، حيث يعود تاريخه إلى الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، حينما كانت المتاجر الكبرى في الولايات المتحدة مثل بلومينغديلز تستخدم موظفين حقيقيين للتجول في المحلات وعرض الملابس بشكل حيّ أمام العملاء. كان الهدف من ذلك إظهار الملابس بشكل عملي يعكس تفاصيلها أثناء الحركة، مما يساعد العملاء على اتخاذ قرارات شراء مستنيرة.
مزايا وعيوب “الدمى البشرية”
قد تكون هذه التجربة محاولة من المتاجر الصينية لإضفاء عنصر تفاعلي وواقعي إلى التسوق التقليدي، خاصة في ظل انتشار التسوق الإلكتروني. فالمتسوقون يحصلون على تجربة أقرب للواقع، مما قد يزيد من جاذبية التسوق الفعلي ويعزز من حضور المتاجر التقليدية.
لكن هناك أيضًا عيوب محتملة، فوظيفة “الدمى البشرية” قد تُعتبر مرهقة وغير مريحة للعارضات اللواتي يقضين وقتًا طويلًا على منصات المشي، كما أن البعض يرى أنها تستغل مجهودهن دون حاجة حقيقية. ويرى آخرون أنها خطوة غير إنسانية بعض الشيء، ويعربون عن قلقهم بشأن تأثيرها على الكرامة الإنسانية.
هل تعود هذه الظاهرة من جديد؟
يمكن القول إن هذه التجربة الصينية تمثل مزيجًا بين الحداثة والتقليد، حيث تعيد إحياء أساليب قديمة من عرض الأزياء، لكن بلمسة عصرية بفضل منصات المشي المتحركة. في ظل تطور التكنولوجيا واستخدام الآلات، قد تكون هذه التجربة محاولة لاستعادة التفاعل الإنساني في تجربة التسوق، وهو ما قد يزيد من جذب العملاء للمتاجر التقليدية.
بين مؤيد ومعارض، تبدو تجربة “الدمى البشرية” في الصين تجربة مثيرة للاهتمام في عالم الموضة والتجارة، وتسلط الضوء على التغيرات التي قد تحدث في طرق العرض والتفاعل مع العملاء. يبقى السؤال ما إذا كانت هذه الظاهرة ستلقى رواجًا كبيرًا، أم أنها ستكون تجربة مؤقتة في ظل التغيرات المستمرة في أساليب التسوق التقليدي والإلكتروني.
إرسال تعليق