تصدرت لندن قائمة المدن الأوروبية الأكثر تسجيلًا لحوادث سرقة الهواتف المحمولة، بحسب تقرير حديث نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية. في عام واحد فقط، أبلغت الشرطة عن وقوع 52,202 حادثة سرقة لهاتف محمول في المدينة، مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى في هذا النوع من الجرائم مقارنةً بمدن أخرى مثل مدريد، وباريس، وبرشلونة.
أرقام صادمة تكشف حجم المشكلة
وفقًا للبيانات، جاءت مدريد في المرتبة الثانية بعد لندن بـ48,341 حادثة سرقة للهواتف المحمولة، تليها باريس بـ38,000 حادثة. ومن بين المدن التي سجلت معدلات مرتفعة أيضًا، كانت برشلونة بـ31,007 حالة وفالنسيا بـ23,045 حالة. كما ظهرت مدن أوروبية أخرى مثل كوبنهاغن، وفيينا، وريكيافيك ضمن قائمة العشر الأوائل.
أسباب ارتفاع السرقات في لندن
1. الكثافة السكانية العالية وعدد السياح الكبير
لندن واحدة من أكثر المدن ازدحامًا بالسكان والسياح على حد سواء، مما يجعلها بيئة مثالية للمجرمين. المناطق المزدحمة مثل وسائل النقل العام، والمراكز التجارية، والمعالم السياحية الكبرى تمثل فرصًا سانحة لسرقة الهواتف المحمولة دون لفت الانتباه.
2. سهولة بيع الهواتف المسروقة
يُعد السوق السوداء للهواتف الذكية في لندن نشطًا للغاية، حيث يتم إعادة بيع الهواتف المسروقة بسرعة، سواء داخل المدينة أو خارجها. كما أن الطلب المرتفع على الأجهزة الذكية المستعملة يزيد من الحافز لدى اللصوص.
3. التقنيات الإجرامية المتطورة
يستخدم اللصوص في لندن طرقًا متقدمة للسرقة، مثل “السحق والخطف” (snatch and grab)، وهي الطريقة التي يقترب فيها اللصوص بسرعة من الضحايا ويخطفون الهاتف قبل أن يتمكن الشخص من رد الفعل. غالبًا ما تُنفذ هذه العمليات باستخدام دراجات نارية أو في الأماكن المزدحمة.
4. تراخي العقوبات والإجراءات الأمنية
يشير خبراء إلى أن العقوبات الخفيفة التي تُفرض على مرتكبي جرائم سرقة الهواتف قد تكون سببًا في ارتفاع معدلات الجريمة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الضحايا في بعض الحالات صعوبة في استعادة هواتفهم، حتى عندما يتم العثور عليها من قبل الشرطة.
كيف تقارن لندن بمدن أوروبية أخرى؟
• مدريد: جاءت في المرتبة الثانية، وتشهد معدلات مرتفعة للسرقات خاصة في المناطق السياحية.
• باريس: تُعرف بسرقات الهواتف المحمولة في المترو عبر طريقة “السحق والخطف”.
• برشلونة: على الرغم من شهرتها كوجهة سياحية، إلا أنها تحتل مركزًا متقدمًا في سرقات الهواتف البسيطة.
الإجراءات المطلوبة لمواجهة الظاهرة
للتصدي لهذه المشكلة المتفاقمة، تحتاج لندن إلى تنفيذ عدد من الإجراءات، منها:
1. تعزيز الرقابة: زيادة وجود الشرطة في الأماكن المزدحمة.
2. تقنيات الحماية: حث المواطنين على تفعيل ميزات الأمان مثل قفل الهاتف عن بُعد.
3. تشديد العقوبات: فرض عقوبات صارمة على مرتكبي سرقات الهواتف لتقليل الجرائم.
4. رفع الوعي العام: تنظيم حملات توعية لتثقيف الناس حول كيفية حماية أجهزتهم وتجنب السلوكيات التي تعرضهم للخطر.
تصنيف لندن كعاصمة لسرقة الهواتف المحمولة في أوروبا يعد مؤشرًا على تحديات أمنية تحتاج إلى معالجة فورية. وبينما تُظهر الإحصائيات تزايدًا في هذه الجرائم، تظل هناك فرصة للحد منها من خلال إجراءات استباقية وتشديد العقوبات، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي بين السكان والزوار. تبقى الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، خاصة في مواجهة مثل هذه الظواهر الإجرامية.
إرسال تعليق