بعد ثلاث سنوات من الحادثة المأساوية التي هزت هوليوود، عُرض فيلم “راست” لأول مرة في مهرجان سينمائي متواضع بمدينة تورون البولندية. الحدث لم يكن تقليديًا أو مليئًا بالبريق كما هو الحال مع إطلاق أفلام هوليوود الشهيرة، لكنه جاء تكريمًا لذكرى المصورة السينمائية هالينا هتشينز، التي توفيت عن طريق الخطأ أثناء تصوير الفيلم في أكتوبر 2021.
حادثة مأساوية تهز صناعة السينما
وقعت الحادثة أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم “راست” عندما أطلق الممثل أليك بالدوين رصاصة من مسدس كان من المفترض أن يكون محشوًا بطلقة فارغة. الرصاصة الحية التي كانت داخل المسدس أودت بحياة المصورة السينمائية الأوكرانية هالينا هتشينز، البالغة من العمر 42 عامًا، وأصابت المخرج جويل سوزا، الذي عانى من جروح خطيرة لكنه تعافى لاحقًا.
عرض متواضع يحمل رسائل خاصة
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كاميرميدج، وهو مهرجان بولندي متخصص في التصوير السينمائي، وسط جمهور متواضع من عدة مئات. أعرب المخرج جويل سوزا عن ارتياحه لإكمال الفيلم وعرضه، معتبرًا أن عرضه يمثل تكريمًا لعمل هتشينز وإرثها الفني. وقال سوزا:
“أنا متحمس لأن الناس سوف يرون عمل هالينا. لم يكن قرار استكمال الفيلم سهلاً، لكنه كان ضروريًا بالنسبة لي ولزوجها، الذي أراد أن يرى عملها يظهر في صورته النهائية”.
محاكمة وجدل قانوني
بعد الحادثة، وُجهت اتهامات بالقتل غير العمد إلى هانا جوتيريز، مسؤولة الأسلحة بالفيلم، التي تم إدانتها وحُكم عليها بالسجن لمدة 18 شهرًا. من ناحية أخرى، خضع الممثل أليك بالدوين للمحاكمة بتهمة القتل غير العمد، لكن قاضي ولاية نيو مكسيكو رفض التهمة في يوليو 2023. المحاكمة أثارت جدلاً واسعًا حول مسؤولية الأطراف المختلفة في موقع التصوير، خاصة أن التحقيق لم يحدد مصدر الرصاصة الحية التي أودت بحياة هتشينز.
فيلم تحت ظل المأساة
فيلم “راست”، الذي كان من المفترض أن يكون مشروعًا فنيًا جديدًا في مسيرة أليك بالدوين، تحول إلى عمل سينمائي تحت ظلال مأساة غير مسبوقة. رغم ذلك، يحمل الفيلم رسالة أمل وتكريم لذكرى المصورة الراحلة، ويؤكد أهمية توخي أقصى درجات الحذر في مواقع التصوير لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث.
ختام مؤلم لكنه ملهم
تجربة عرض فيلم “راست” في مهرجان متواضع بعيدًا عن أضواء هوليوود تعكس محاولة للتعامل مع المأساة بعقلانية، مع التركيز على الاحتفاء بعمل الراحلة هالينا هتشينز. القصة تذكرنا بمدى هشاشة الحياة وأهمية المسؤولية المهنية، خاصة في صناعة تتطلب دقة وحذرًا كبيرين مثل السينما.
إرسال تعليق