السلام عليكم انا
متزوجة منذ ستة سنوات بدون اطفال كنت صابرة ومحتسبة الأجر واسعى لكي يكون لي طفل
اتبعت كل طرق العلاج الطبي والطبيعي والرقية كنت مواظبة على سورة البقرة يوميا
والصلاة والتصدق وكنت احس بقرب الله وحبه لي رغم كلام الناس القاسي..
الا ان رزقني الله بالحمل وكانت فرحت حياتي اتذكر اني سجدت وابكي واحمد الله كان
الحمل يكبر وكنت أرى ابني واخترنا اسمه لقد عشت معاه لحظات سعيدة رغم انه كان في
بطني كنت اتكلم معه فيركلني..
وفي ليلة صدمت بموته وهو في بطني ومن يومها وانا اعاني من نوبات هلع واكتئاب لست
قادرة على فعل شي غير البكا وحتى عند الخروج من المنزل تأتيني نوبة هلع وافقد
الوعي..
انا أصبحت اعيش الجحيم لست قادرة على سماع القرآن او الصلاة احس انا الله لا
يريدني ويكرهني كيف استعيد نفسي انا تائهة ولا احد يفهمني
الحل
عليكم السلام ورحمة
الله وبركاته..
اول واهم نقطة حابب
ابدأ بيها كلامي معاكي هي ان مش معنى ان ربنا بيبتليني يبقى كده ربنا بيكرهني او
ربنا مش بيحبني او ربنا بيعذبني، كلها طبعا افكار غلط وافكار شيطانية عشان الشيطان
يوصلك لمرحلة اليأس.. مرحلة اليأس من الحياة ومن الدنيا ومن الدين ومن الله والعياذ
بالله..
طب ايه دليلي.. لو
نظرنا لحياة الرسول أفضل الخلق وحياة الأنبياء لوجدنا انها حياة مليئة بالابتلاءات
والصعوبات التي لا يقدر بشر على تحملها.. فالنبي ولد يتيما وتوفي عمه وتوفي
اصدقائه امام عينيه وما ادراك ما حب النبي لأصحابه.. والنبي موسى ابتلاءات لا حصر
لها ونوح الذي ابتلاه الله بقومه وابنه، ويوسف باخوته وغيرها من الابتلاءات الصعبة
جدا..
تاني نقطة سالتك عن
عمرك وبما انك لا تزالي في العشرينات حتى ولو مقبلة على الثلاثينات لا تزالي صغيرة
ولا يزال هناك امل والأهم حتى ولو مهما كان عمرك انتي لا تزالي لديك قدرة طالما الله
يريد ذلك.. انت تشاء وانا اشاء والله يفعل ما يشاء..
ادعي الله دائما وحاولي
وتقبلي وارضي بما كتبه الله لكِ.. لعل الخير في تأخير الانجاب لعل الخير لكِ في
حدوث ما يحدث لكِ الآن.. قاعدة ربانية مريحة نفسية لأبعد حد ارضا بما كتبه الله لك
سوف يرضيك الله.. رضا الله يكمن في رضانا عما يكتبه الله لنا.. وما أدراك أن يرضى
الله عنكِ..
طبعا نحن بشر نشعر ونحس
ونحزن ونتألم، ونأمل في اشياء وهذا حقنا وأي زوجة تريد ان تكون ام، ويصبح لها ابن
او ابنة ترعاه وتنميه.. لكن في النهاية مشيئة ربنا وتعلقنا بالله هي المرجع
النهائي لنا.. هي الأمان والاستقرار لكي نمضي في حياتنا..
اما بخصوص تلك النوبات
فحلها يكمن بداية في ان ترضي بما كتبه الله لكِ، وتقتنعي ان الله لم يفعل سوى
الخير بأي شخص طالما نيتنا خير.. وتسلمي أمر الإنجاب برمته لله سبحانه وتعالى..
وفكري في صحتك ونفسيتك واسالي نفسك بشكل عملي بحت هل الحزن سيجدي أي حل؟! هل عدم
الرضا حل؟ بل سينقلك من خسارة لخسارة.. خسارة لعلاقتك بربك خسارة لنفسك خسارة
لنفسيتك خسارة لحياتك وستجدي نفسك تمضي باقي عمرك في كرب وتعب..
فيما يتعلق بتلك
النوبات سوف تأخذ بعض الوقت لكن الأهم ان ترضي اختي.. وإذا اردتي عمل متابعة معي
تحت امرك او مع اي اخصائي اخر لكي يساعدك على ان تتخطي تلك المرحلة فلا عيب في أن
يساعدك مختص كي تتجاوزي أزمة في حياتك.. لكنني صراحة احب ان تتخطيها مع الله ومع
نفسك اولاً وإذا اردتي مساعدة فلا مانع بالطبع.
اود ان اختم حديثي بتلك
الآيات الكريمة.. "ومن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى.. ومن أعرض عن ذكري فإن له
معيشة ضنكا"