من أنا أو من أنتِ.. بقلم: عائشة الوردي

 


من أنا؟ أو من أنتِ؟

هذا هو السؤال الذي يدهشني ويحيرني في كل مرة عندما يراسلني أحدهم ويسأل: “هل يمكنني التعرف عليكِ؟” أو “من معي؟”

أتساءل أنا أيضًا: من أنا؟ أو من أكون ؟
لكن بعد تفكير عميق ووقت طويل وسنوات من المعاناة، اكتشفت أخيرًا من أنا:


أنا الطفلة الصغيرة المحرومة من طفولتها، تلك الطفلة التي لا تزال تحب قراءة قصص الأطفال ومشاهدة الرسوم المتحركة على التلفاز صباحًا عندما يكون الكل نائمًا. تلك الطفلة التي تكره الواقع وتعشق الخيال الموجود في تلك القصص وحكايات الأطفال.

تلك الطفلة التي لا تزال تتمنى العيش في تلك القرية الصغيرة في ذلك الكوخ الصغير أمام تلك البحيرة التي تحتوي على الإوز والبط، في ذلك العالم المسالم، لا عالم الشر ، عالم يوجد فيه التعاون والحب والوفاق والأمان .


تلك الطفلة التي تكره العالم الواقعي ولا ترغب في العيش فيه، وتتمنى العيش في أرض الأحلام مع بيتربان كي تبقى دائمًا طفلة ولا تكبر.

هذه أنا..

عندما يسألني أحدهم: "لماذا لا تقبلين بالزواج بعد وأنتِ في سن مناسبة للزواج؟ لماذا ترفضين كل عريس يتقدم لكِ، كل عريس يتوفر على جميع شروط الزوج المثالي؟"


لم أكن أعرف الرد المناسب، لكن اليوم أعرف الجواب المناسب:

أنا لا أزال طفلة، فكيف يمكنني الزواج؟ أنا لم أعش تلك الحياة التي كنت ولا أزال أرغب فيها.

أنا طفلة صغيرة في جسد فتاة راشدة.

أنا تلك الطفلة التي تهوى اللعب تحت المطر واللعب بالطين.

أنا تلك الطفلة التي تخاف من صوت الرعد…

باختصار، أنا الآن أعرف من أنا:

أنا طفلة صغيرة لم تنضج بعد.

أنا طفلة تود العيش في مخيلتها هاربة من الواقع.

هذه أنا..

أحدث أقدم