في حالة إنسانية قامت أحد الأمهات بالتبرع لنجلها بكليتها، لتنقذ حياته بعد إصابته بفشل كلوي مزمن وذلك في محافظة الغربية.
بدأت القصة منذ ثلاث سنوات ونصف، عندما شعر أحمد عماد بتعب شديد فى بطنه استمر معه لفترة، ذهب أحمد إلى المستشفى لإجراء كشف عادى وشكا للطبيب ما به من آلالام، لكن أتت الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقال الطبيب لأحمد ومعه والده فى ذلك الوقت أنت فى حاجة إلى غسيل كلوى حالا نظرا لإصابتك بفشل كلوى.
أصيب أحمد ووالديه بالصدمة يتوقع أحمد الذى يعمل سائقا على سيارات النقل ويسهر بالأيام والليالى خارج البيت وبعيدا عن أولاده وأسرته أنه سيدخل حيز المرض الأليم وتتطور به الظروف الصحية إلى هذا الحال المزمن.
لم يكن هناك مجال للتفكير من قبل أحمد أو أحد والديه، خضع بالفعل للغسيل الكلوى، وبدأ ينتظم فى الغسيل حيث كان يغسل أحمد من ثلاثة لأربعة أيام فى الأسبوع ويحكى أنه كان يلاقى الأسى فى الغسيل وأثر ذلك بالطبع على عمله وعلى أبنائه وأسرته، فبعدما كان أحمد مصدر دخل لأسرته أصبح في حاجة لمن ينفق عليه وعلى أولاده ولديه بنت واحدة تسمى حنان على اسم والدته حنان السيد وادى.
بعد غسيل كلوى استمر من ثلاث لأربع سنوات متتالية وظروف مادية متأزمة على أحمد وأسرته، كانت النتيجة أن طلب الأطباء متبرعا بكلية لأحمد، وخاصة بعد وصول الأمر إلى فشل كلوى مزمن فلم يعد هناك حلول غير أن يكون هناك متبرع لأحمد بكلية، وعلى الفور وبدون تردد، قالت أمه الحنون حنان السيد وادى “أنا سأتبرع لأبنى بكليتى.
كل هذه الأمور كانت فى مستشفى شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية وبعد كل ذلك انتقل أحمد ووالدته إلى مستشفى غنيم فى المنصورة بمحافظة الدقهلية لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والإعداد للعملية ونقل الكلية من أم أحمد لابنها الوحيد الذى أتت به هو وأخته.
اتخذت بالفعل الإجراءات القانونية ووقعت أم أحمد على إجراء العملية وأيضا استشهدوا بأولياء أمورها فى ذلك الحين على أنها تفعل ذلك برغبتها، ولا أحد يضغط عليها، وبالفعل أجريت العملية تحت أيدى أطباء على أعلى مستوى من الكفاءة واستمرت العملية لما يقرب من 13 ساعة متواصلة، حتى انتهى الأطباء من نقل الكلية من أم أحمد لنجلها أحمد عماد، وعادوا بعد إجراء الفحوصات اللازمة إلى منزلهما ولكن بمتابعة دورية ومستمرة لا تنقطع وتلقى علاج باستمرار.
وفى لقاء لـ"فيتو"، مع أم أحمد قالت:"لم أندم على الإطلاق وكنت بكامل رغبتى وفى حال احتياج ابنى لكليتى الثانية سأعطيها له، وسأعطى له أيضا قلبى حال احتياجه له، وأى عضو فى جسدى أيضا سأعطيه لأبنى حال احتياجه، لا أخاف الموت فقد أديت رسالتى فى الحياة وأريد الحياة لأبنائى وأريدهم أيضا سعداء فى هذه الدنيا".
وقال أحمد عماد أيضا لـ"فيتو":" أنا لا أنكر فضل أمى على أبدا.. تحملت عنى الكثير، فقد أتت بى إلى الحياة مرتين الأولى عندما ولدتنى والثانية عندما تبرعت لى بكليتها وأنا كنت على مشارف الموت"، لافتا إلى أنه لم يتوقع النجاة ولكنه أخذ بالأسباب ولم يكن يتوقع العودة للحياة مرة أخرى.
إرسال تعليق