في البداية كنت استعد لكي تكون مفاجأة لها
ولأسرتها، وكأنه تحدي بالنسبة لي فكما تفاجئني في كل لوحة ترسمها بالمعانى والمشاعر
والصدمات وتجعلني اسرح معها كثيرًا، عزمت ان افاجئها واعبر لها ولأسرتها التي اعتز
جدًا بمعرفتها عن جزء بسيط مما يدور بداخلي خاصة وأن كل ما مررت به معهم هو صدفة..
الصدفة الأولى
كنت اؤمن دائمًا بألا استهين بأي قرارات بسيطة قد تحدث لنا، لان وراء كل شيء يحدث
لنا مهما كان بسيطًا هناك حكمة وسبب، وفي هذا اليوم كنت عزمت ألا اذهب لإحدى
المعارض التي دعوت لها، كنت اظن انه معرض رتيب مثل معارض ذهبت إليها من قبل، ولكن
ثمة شيء دفعني لكي اذهب..
لم اكن اعلم ان هذا
الشيء الذي دفعني سيكن بوابة وسببًا لكي اتعرف على مجموعة رائعة من الفنانين والفنانات
واتذوق فنًا حقيقيًا، حتى وجدتها تتحدث معي وهي في قمة الذوق والرقي..
الصدفة الثانية
كعادتي احببت اكتب
وتفاجئت بلوحتها التي جعلتني اكتب وانا لا ادري كيف اكتب تلك الكلمات، وكأن لوحتها
التي رسمتها كانت تجعل الكلمات سلسة، وكانت تجعل الافكار تتسابق داخل عقلي، حرف
يتشابك مع حرف في مرونة شديدة وكأنها نوتة موسيقية.. كنت سعيدًا بهذه الحالة.. كنت
سعيدًا بتلك الكيمياء بين لوحاتها وكلماتي..
الصدفة الثالثة
مثلما كانت الكلمات تتشابك، وجدت ان ثمة شيء يربطني بأسرتها خاصة والدتها – بارك الله لها وبارك في عمرها ويعلم الله كم اعزها وكم اعتز بمعرفتها وكم اكون سعيدًا كلما اتحدث اليها – مألوفين للغاية مألوفين لحد كبير وكأننا أسرة وكأنني اعرفهم منذ سنوات.. وانا معهم شعرت مع اخيها ووالدتها.. شعرت وكأنهم شخص واحد وليس ثلاثة أشخاص..
الصدفة الرابعة
صدفة عودة اخيها فكنت
اتمنى لقائه للمرة الثانية ورغم انشغاله، لكن كان حضوره في معرضها
الأخير مفاجأة وصدفة سعيدة وكنت اتشوق للقائه، وبالفعل عندما ذهبت وجدته اول شخص اقابله
خارج القاعة ليعطيني طاقة ايجابية ويعطيني راحة لا مثيل لها خاصة وأنني اتفائل باللقاءات
الأولى..
الصدفة الخامسة
كنت انتظر بعد اسبوع لمشاهدتي لهذه اللوحة، حتى استطيع ان اعبر عنها وعن اعجابي بها لانها حقًا تلك اللوحة خدعتني، وجعلتني اقف امامها واتاملها وكأن حوار طويل عميق يدور بيننا.. بين وبين لوحتها، كم احب هذا الحوار.. في كل لوحة اراها لها.. ولكني تفاجئت وسعدت عندما علمت ان في اليوم الذي قررت اكتب فيه هذه الكلمات يتوافق مع عيد ميلادها..
عزيزتي داليا بمناسبة
اخر لوحة لكِ، لقد عبرتي عن حالة يمر بها الكثيرون وكم التحول الذي قد يمرون به وكم
الألم الذي يخفونه بداخلهم وكم المشاعر والاحتراق الذي قد ينتابهم لكن لا يراه
أحد..لكن وجود أشخاص مثلكم حقًا يطفئ اي احتراق بداخل الشخص، يعطي الأمان والطمأنينة،
يجعلنا نشعر بانسانيتنا..
فالصحبة والرفقة عندما
تكون خيرة وجيدة تكن الضحكة رائعة وصادقة..
اعتز حقًا بمعرفتكم واتمنى ان تدوم تلك المعرفة بكل خير واتمنى ان يحفظ الله
والدتك واخيك.. واتمنى ان تستمري في إبداعك فانتِ لست فنانة فحسب بل فنانة – حفظك الله
– وحققك مرادك بإذن الله.. دمتي بألف خير.. تحياتي..
إرسال تعليق