يمنى عبد الناصر: رحلة كفاح وإبداع في الإعلام والسوشيال ميديا

 

في عالم يزخر بالتحديات والتغيرات المتسارعة، يبرز اسم يمنى عبد الناصر كنموذج للمرأة الطموحة التي لم تعرف المستحيل، خريجة مدرسة "Ramses College"، أكملت دراستها في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، حيث تخصصت في قسم الإذاعة والتليفزيون.

 لم تكتفِ بذلك بل واصلت مسيرتها الأكاديمية بالحصول على الماجستير حول تأثير برامج المطبخ على العادات الصحية والغذائية، ثم نالت درجة الدكتوراه عن تأثير السوشيال ميديا في تحويل الموضوعات المحلية إلى قضايا عالمية فيما يعرف بـ "Glocalization".

 

بداية قوية في الإعلام

بدأت يمنى رحلتها المهنية مبكرًا، حيث دخلت عالم العمل في سن الـ 16 عامًا، وعملت كمساعد مخرج في برامج تليفزيونية وأفلام وثائقية، قبل أن تنتقل إلى إخراج البرامج التليفزيونية المباشرة، كما شاركت في إنتاج أفلام وثائقية مع منظمة الفاو عن الاستصلاح الزراعي في مصر.

 

التنوع المهني والقدرة على التكيف

لم تقتصر خبرات يمنى على المجال الإعلامي فقط، بل امتدت إلى العمل الحر في تنظيم الحفلات، المؤتمرات، والإيفنتات، ومع انتشار جائحة كورونا لم تستسلم للظروف بل عملت كصحفية أونلاين، وفي الوقت نفسه كمساعد صيدلي لتأمين دخلها دون الحاجة إلى مساعدة من أحد.

بعد انتهاء الجائحة، عملت في مركز اتصالات (كول سنتر) بشركة أورانج، ثم أدارت صفحة لمركز تجميل (بيوتي سنتر) قبل أن تصبح مديرة له بالكامل، وسرعان ما عادت إلى عالم الإخراج، حيث عملت مع قنوات مثل CBC سفرة وبانوراما فود تحت إشراف مخرجين بارزين مثل شريف حسين، محمد الحلواني، ومصطفى الجمل.

 

الإبداع الأدبي والكتابي

لم تقتصر مواهب يمنى على الإعلام فقط، بل امتدت إلى عالم الكتابة، حيث تمتلك رواية مسجلة في وزارة الثقافة بعنوان "الباب الأخير"، والتي تعكس قدرتها الفائقة على السرد والتعبير الأدبي.

 

التحول إلى عالم السوشيال ميديا

مع تزايد أهمية السوشيال ميديا، اقتحمت يمنى هذا المجال بقوة، حيث بدأت كمشرفة (موديريتور) على الصفحات، ثم علمت نفسها ذاتيًا كل ما يتعلق بالاستهداف الإعلاني، التمويل، وتصميم الجرافيك عبر "Canva"، إضافة إلى المونتاج باستخدام "Final Cut".

بدأت يمنى العمل مع عملاء صغار يمتلكون صفحات تضم 1000 متابع أو أقل، ونجحت في تطوير خدماتها بمرور الوقت، حيث تعلمت إدارة الحملات على مختلف المنصات مثل فيسبوك، إنستجرام، تيك توك، سناب شات، وجوجل أدز. 

كما انها مسؤولة عن إداراة صفحات المطرب والفنان عمرو مصطفى على السوشيال ميديا بسبب نجاحها وتفانيها في عملها.
 

التحديات والانتصارات

واجهت يمنى العديد من التحديات في رحلتها، خاصة في ظل الإحباطات والطاقة السلبية التي حاول البعض تصديرها إليها، إلا أنها استطاعت تجاوز تلك الصعوبات بفضل إصرارها وشغفها الدائم بالتعلم والتطوير. ورغم فترات من الضغوط النفسية التي اضطرتها لاستخدام المهدئات، إلا أنها لا تزال مستمرة في سعيها نحو النجاح.

 

ريادة الأعمال والنجاح المستقل

اليوم تملك يمنى عبد الناصر شركتها الخاصة "AY Agency" لخدمات السوشيال ميديا، بالإضافة إلى نشاط تجاري في مجال المواد الغذائية، ما يعكس نجاحها في تحقيق الاستقلالية المالية والمهنية.

 
يمنى عبد الناصر ليست مجرد إعلامية أو رائدة أعمال، بل هي قصة ملهمة تعكس قوة الإرادة، والتصميم على تحقيق الأحلام رغم كل الصعوبات، ونجاحها لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج سنوات من الاجتهاد، التعلم المستمر، والمثابرة في مواجهة التحديات.